ادوار باشا إلياس رحالة من القرن التاسع عشر سورى الاصل أقام فى مصر وتقدم بها فى الوظائف إلى أن أصبح مفتشا فى وزارة الداخلية ,قام برحلات عديدة فى العقد الاخير من القرن التاسع عشر جاب خلالها قارتى أوربا وأمريكا صنف على إثرها مجلدين ضخمين جمع فيهما رحلاته الاول بعنوان " مشاهد أوربا وأمريكا " والثانى بعنوان " مشاهد المماليك" يعد المجلدين مرجع هام عن أحوال الامم الغربية لما تحويه من معلومات ومشاهد وانطباعات عن النهضة الحديثة
يقول ادوار عن رحلته إلى ليفربول : ليفربول الان ثانية المدائن الانجليزية فى العظمة بعد لندن لا يقل سكانها مع الضواحى عن مليون نفس ,بنيت على شاطىء النهر وهى قريبة من البحر وفيها من محطات سكك الحديد شيىء كثيرفالاتصال بينهما وبين مدن انجلترا والاقطار النائية دائم بفضل السكك الحديد وقد لا يقل عدد القطر التى تقوم منها فى اليوم الواحد عن الالف وهى تعد مدينة عامرة ولها شىء كبير فى حركتها التجارية وهى منتزه لطيف على شاطىء البحر فيه مرابض ورمال ينتابها المنتزهون وفيها ألاعيب وحانات وهواؤها جميل ومنها " بركنهد " وهى مدينة كبيرة سكانها مائة الف تعد ساعد ليفربول فى الاعمال التجارية والاتصال بينهم دائم لا ينقطع
وفى ليفربول شركات لبواخر خاصة بنقل الناس بين الضفتين كثيرة الجمال,تقوم منها كل نصف ساعة وهى ملاء بالمنتقلين لان عددا كبيرا من سكان ليفربول يسكن فى هاتين المدينتين ..نيو بريطن وبركنهد
الذى يزور أرصفة الميناء حيث توجد هذه البواخر يرى من المهابة والعظمة ما لا مثيل له فى الوجود لان أرصفة ليفربول أكبر ما فى الارض من نوعها وأعظمها وهى كثيرة العدد ولا يقل عدد الاحواض التى ترسو فيها البواخر عن 26 حوضا
ومن أجل تسهيل المواصلات مدوا خطا فوق أرصفة الميناء لعربات الترامواى وإلى جانبه طريق فسيح للعربات والمارة ولم يكف كل هذا لتسهيل النقل حتى إن القوم بنوا سكة حديد , وهذه السكة بنوها فوق قناطر من الحديد تمر من تحتها الحوافل وعربات النقل على أشكالها ومن فوق القناطر عربات تقوم بالراكبين وتسير بالقوة الكهربائية أتموا بناءها عام 1892 واحتفلوا بافتتاحها لاحتفالا عظيما
بالاضافة لما سبق حفروا نفقا تحت النهر ومدوا فيه سكة الحديد والناس ينزلون هذا النفق فى الالات الرافعة والخافضة ( المصعد) أو أعلى سلم كثير الدرجات وتحت الارض محطة تنيرها الكهرباء ويأتيها الهواء النقى بمراوح يديرها البخار