تقرير/ صلاح صابر
تشير المؤشرات الاقتصادية لحركة التجارة بين ايران والعالم الخارجى إلى أن اقتصاد هذا البلد كان ينتظر انفراجة مع الغرب ليخرج بقوة بالنظر إلى تمتع ايران بمقدرات اقتصادية كبيرة كانت مكبلة بفعل العقوبات الدولية عليها . وعلى الرغم من ان القوى الدولية لم تكن ترغب فى أن تتفكك العقوبات على ايران أو يتضاءل تأثيرها بدرجة كبيرة قبل التحقق من الالتزام الايرانى بالاتفاق حول مشروعها النووى خاصة وأن بالاتفاق بنود يمكن تفسيرها بشكل مختلف حسب الاطراف إلا أن هذا الوضع لم يتحقق حيث زادت الصادرات الايرانية من النفط فى الشهور الاخيرة .
وكان صندوق النقد الدولي قد أشار إلى أن اقتصاد ايران على وشك ان يبدأ التعافي من ركود حاد مع انحسار التوترات بشان برنامجها النووي. لكن الصندوق حذر من ان السياسات الاقتصادية تفتقر للوضوح وان التوقعات "غير مؤكدة الي حد كبير" في تحذير الي الشركات الاجنبية التي تأمل بالاستفادة من ذوبان الجليد الدبلوماسي.
وحسب مؤشرات عام 2013 فقد شهد الاقتصاد الايراني انكماشا قدره حوالي 6 بالمئة بسبب العقوبات الغربيةالتى أدت أيضا الي هبوط حاد في ايرادات البلاد النفطية وانخفاض قيمة الريال الايراني الي النصف ورفعت التضخم السنوي فوق 40 بالمئة.
ومؤخرا زاد أكبر أربعة مستوردين للنفط الإيراني مشترياتهم 17.2 بالمئة على أساس سنوي في فبراير مع استمرار البلد عضو منظمة أوبك في شحن الخام بكميات أكبر مما يسمح به الاتفاق الذي خفف بعض العقوبات الهادفة لكبح البرنامج النووي لطهران.
وبموجب الاتفاق المرحلي المبرم في نوفمبر بين إيران والقوى الست الرئيسية والذي بدأ سريانه في يناير تبقي طهران صادراتها عند مليون برميل يوميا في المتوسط لفترة ستة أشهر حتى 20 يوليو .لكن واردات أكبر أربعة مشترين - الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية - بالإضافة إلى تركيا فاقت ذلك المستوى منذ نوفمبر على الأقل وتشير بيانات لحركة الناقلات إلى تباطؤ طفيف فحسب لصادرات إيران في مارس آ.
وقد يساعد ارتفاع صادرات إيران في كبح أسعار النفط القياسية التي زادت بسبب بواعث القلق بشأن المعروض في بلدان مثل ليبيا ومع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب بسبب ضم موسكو لمنطقة القرم. وروسيا أكبر بلد منتج للنفط في العالم.
وفى وقت سابق من هذا الشهر نبهت الولايات المتحدة الهند بأن تبقي وارداتها من إيران عند مستويات نهاية 2013 وهو ما يتطلب قيام شركات التكرير الهندية بتقليص الشراء من طهران بمقدار الثلثين عن الربع الأول من العام لتنزل بالمتوسط إلى 195 ألف برميل يوميا بحلول 20 يوليو .
وتقول وكالة رويترز للانباء فى تقرير لها اليوم أن بيانات حصلت عليها من جهات حكومية رسمية وجداول لوصول الناقلات تظهر أن المشترين الآسيويين الأربعة الكبار استوردوا في فبراير1.37 مليون برميل يوميا في المتوسط من الخام الإيراني ارتفاعا من 1.17 مليون برميل يوميا قبل عام. وتشير بيانات تحميل الناقلات في إيران لشهري فبراير ومارس إلى تراجع طفيف فحسب في مستوى الواردات على مدى الشهرين.
وتقول إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنها تعتقد أن صادرات إيران ستتراجع في الأشهر المقبلة إلى مستوى المليون برميل يوميا المنصوص عليها في الاتفاق المؤقت.ولكن لم تقل الادارة الامريكية كيفية الوصول إلى هذا المستوى فى ظل ارتفاع التوترات السياسية فى مناطق عديدة فى العالم وحمى شراء النفط المتزايدة لدى الدول الاسيوية التى زادت معدلاتها الصناعية بدرجة كبيرة .