تقارير اقتصادية (قطاع البترول – 1 - )
إسلام محمود
قبل الحساب الختامي لنشاطات الطاقة بحلول شهر يوليو من العام الجاري 2017؛ فقد شهد عام 2016 نشاطا مكثفا في مجال صناعة البترول والغاز، ضمن برنامج عمل طموح من أجل استمرار قطاع البترول في أداء دوره لدعم الاقتصاد المصري وخطط الدولة في التنمية وتحسين المناخ الاستثماري وزيادة العوائد الاقتصادية وتحسين الخدمات المؤداة للمواطنين.
وذكر بيان لوزارة البترول أن قطاع البترول نجح في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي إلى حوالي 45ر4 مليار قدم مكعب غاز يوميا من خلال الإسراع بتنمية اكتشافات الغاز الطبيعي الجديدة بالبحر المتوسط، وتم تدشين أكبر مجمعين صناعيين للبتروكيماويات فى دمياط والإسكندرية.
وأضاف البيان أنه تم إطلاق تنفيذ أول مشروع لتحديث وتطوير قطاع البترول الذى يهدف إلى الارتقاء بكفاءة عمل القطاع من خلال برامج عمل واضحة لتطوير العمل البترولي والكوادر البشرية والعمل على تنفيذ رؤية الحكومة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة.
كما أشار إلى أنه تم خلال عام 2016 طرح مزايدتين عالميتين لكل من هيئة البترول وشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول لجذب استثمارات جديدة لتكثيف عمليات البحث عن البترول والغاز وزيادة إنتاجهما، وتم الإعلان عن نتيجة المزايدة العالمية التى طرحتها هيئة البترول لعام 2016 للبحث عن البترول والغاز الطبيعي بالمناطق المطروحة بخليج السويس والصحراء الغربية، والتي أسفرت عن قبول 6 عروض في 6 مناطق بإجمالي استثمارات حدها الأدنى 200 مليون دولار ومنح توقيع 2ر68 مليون دولار، وجاري حاليا تلقي العروض للبحث عن البترول والغاز في مناطق المزايدة التي طرحتها شركة جنوب الوادي.
كما ذكر البيان أن الوزارة أبرمت على مدار العام 8 اتفاقيات بترولية جديدة مع 6 شركات عالمية ومصرية للبحث عن البترول والغاز فى مناطق البحر المتوسط ودلتا النيل والصحراء الغربية وخليج السويس وصعيد مصر، بإجمالي استثمارات حدها الأدنى حوالى 709 مليون دولار وتتضمن حفر 33 بئرا جديدا.
وجاري حاليا الانتهاء من الإجراءات الخاصة بتوقيع الاتفاقيات الثلاث المتبقية نتيجة مزايدة إيجاس الأخيرة بعد صدور القوانين الخاصة بها، هذا إلى جانب بدء إعداد مشروعات قوانين الاتفاقيات الجديدة التي أسفرت عنها مزايدة هيئة البترول لعام 2016.
كما شهد عام 2016 تحقيق عدد من الاكتشافات الكبرى ستسهم بقوة فى زيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي وستعد حافزا قويا للشركات العالمية للإسراع بتنفيذ برامج الحفر الاستكشافي في مناطق امتيازها خاصة في المياه العميقة بالبحر المتوسط والصحراء الغربية ودلتا النيل وجنوب مصر.
ولفت إلى أنه من أهم هذه الاكتشافات كشف الغاز الطبيعي بمنطقة جنوب غرب بلطيم البحرية في دلتا النيل، والذي يعد إضافة جديدة إلى اكتشافات الغاز الواعدة بالبحر المتوسط، والكشفين (شمال نيدوكو -1) و(غرب نيدوكو -2) بمنطقة نورس واللذين ساهما في الوصول إلى مستويات إنتاج مرتفعة بحقل نيدوكو بالدلتا بلغت 870 مليون قدم مكعب غاز.
كما شهدت منطقة الصحراء الغربية اكتشافات مهمة من الغاز في حقول بدر الدين على رأسها الكشف المتحقق بمنطقة علم الشاويش بالصحراء الغربية باحتياطيات أولية تقدر بحوالي نصف تريليون قدم مكعب غاز قابلة للزيادة، هذا إلى جانب الكشف الذي تم وضعه على خريطة الإنتاج بمعدلات تبلغ نحو 12 مليون قدم مكعب غاز يوميا، إلى جانب الاكتشافات الجديدة للزيت الخام والتي جاء من أهمها الكشف البترولي الذي تحقق في منطقة عمل شركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول في شرق جبل الزيت بخليج السويس بمعدل إنتاج 3000 برميل يوميا.
كما حققت الشركة العامة للبترول المملوكة بالكامل للدولة 6 اكتشافات جديدة للبترول والغاز خلال عام 2016 في مناطق عملها بالصحراء الغربية والصحراء الشرقية وخليج السويس، ويأتي من أهمها الكشف المميز شمال شرق أبوسنان بالصحراء الغربية الذي تم وضعه على الإنتاج بمعدل 3800 برميل زيت و1.5مليون قدم مكعب غاز يوميا والذي ساهم في زيادة معدلات إنتاج الزيت الخام من الصحراء الغربية بحقل شمال عامر البحري بخليج السويس الذي يبلغ إجمالي احتياطية المؤكد حوالي 6.5 مليار قدم مكعب غاز.
وكشف البيان أن عام 2016 شهد ارتفاع معدلات إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال الربع الأخير من العام إلى نحو 4.45 مليار قدم مكعب غاز يوميا نتيجة تنفيذ برامج عمل مكثفة لتنمية الحقول بمختلف مناطق الإنتاج وربط إنتاج آبار جديدة على الشبكة القومية للغازات الطبيعية خاصة في حقل غاز نورس الواعد بالدلتا، والذي شهد إنجازا واضحا خلال العام برفع معدلات إنتاجه إلى نحو 870 مليون قدم مكعب غاز يوميا فى نهاية نوفمبر من 9 آبار ومن المستهدف زيادة إنتاجه إلى أكثر من مليار قدم مكعب غاز يوميا خلال الربع الأول من العام الجديد بعد حفر المزيد من الآبار.
ولتأمين احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي خلال الفترة القادمة والمساهمة فى تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال عام 2021/2020، أعطت الوزارة أولوية قصوى للتعجيل ببرامج العمل في مشروعات تنمية وإنتاج الغاز من الحقول المكتشفة بالبحر المتوسط باستثمارات تزيد عن 31 مليار دولار بحقول ظهر وشمال الإسكندرية واتول، بهدف التعجيل بباكورة إنتاج هذه الحقول خلال العام الجديد وعلى رأسها حقل ظهر أضخم كشف للغاز فى البحر المتوسط، والذي شهد معدلات عمل غير مسبوقة خلال عام 2016 انعكست على تحقيق تقدم ملموس فى تنمية الحقل من خلال حفر 7 آبار والبدء في تنفيذ محطة معالجة الغاز بالحقل تمهيدا لدخول أولى مراحله على خريطة إنتاج مصر من الغاز قبل نهاية العام الجديد،
و شهد مشروع تنمية حقول غاز شمال الإسكندرية خطوات عمل مكثفة خلال العام 2016 من خلال إنجاز أعمال حفر الآبار بأحدث التكنولوجيات وإعادة تأهيل تسهيلات البرلس لمعالجة غازات حقلى تورس وليبرا، وعلى التوازي تم تكثيف وتيرة العمل في مشروع تنمية حقل غاز آتول بالبحر المتوسط والعمل على تنفيذه بجدول زمني مضغوط لكي يبدأ مرحلة الإنتاج المبكر وفقا لما هو مخطط له بحلول نهاية العام الحالي.