بي بي سي
اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الملفات والموضوعات المهمة ونطالع
في صحيفة الفاينانشال تايمز نطالع تقريرا عن التغيرات في المشهد الاجتماعي في السعودية مؤخرا، أعدّه أحمد العمران مراسل الصحيفة في الرياض.
يروي كاتب المقال تجربة امرأة تدعى نجلاء، دخلت أحد المقاهي بصحبة صديقة لها، فرأت شابا وفتاة يجلسان إلى إحدى الطاولات.
كان واضحا أن لا علاقة قرابة بينهما وأنهما في موعد غرامي، وهو شيء لم يكن ليحصل إلى فترة قريبة، حيث كانت ستظهر جماعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في الحال وتعاقبهما، كما تقول نجلاء.
ويبدو أن تلك "الشرطة الدينية" اختفت من المشهد، بفعل الإجراءات الأخيرة التي جاء بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يحاول إعادة هيكلة اقتصاد البلاد الذي يعتمد على النفط بشكل أساسي.
وكان من أبرز التغييرات التي شهدتها البلاد مؤخرا السماح للنساء بقيادة السيارات، وهو حق كان يعانين من الحرمان منه حتى الآن.
وتعبر نجلاء عن قناعتها بأن التغييرات الاجتماعية ستساعد في تطبيع الأوضاع في السعودية.
"سنصبح مثل أي بلد في العالم. نحن لا نقيم في المريخ بينما بقية العالم يقيم على الأرض. لقد أسدلنا ستارا على الماضي ولن نعود إليه"، هذا ما قالته.
لكن الموضوع ليس بهذه البساطة، كما يرى كاتب التقرير. فعائلة سعود التي حكمت المملكة على مدى عقود اعتمدت في حكمها على تحالفها مع المؤسسة الدينية الوهابية، التي تعتمد تفسيرا محافظا للتعاليم الإسلامية.
من هنا، يمكن أن تؤدي الإجراءات الليبرالية للأمير محمد بن سلمان إلى إغضاب المحافظين وعزلهم.
أول من احتج كان أعضاء "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بعد تجريدهم من حق احتجاز الناس والتحقيق معهم.
ويقول سكان مدينة الرياض ومدن أخرى إن الحياة أصبحت ممتعة أكثر من ذي قبل، بعد تراجع نفوذ "الشرطة الدينية"، حسب التقرير.
وأصبح يمكن سماع الموسيقى في العديد من المطاعم والمقاهي، وهو ما كان محظورا إلى ما قبل سنتين.
لكن الكثيرين ما زالوا متخوفين ومتشككين.
تقول إحدى الفتيات إنها ما زالت تخشى لقاء أصدقاء من الجنس الآخر.
وفي صحيفة الجارديان تقرير عن سجين في معتقل جوانتانامو يقول إنه مضرب عن الطعام وإن أطباء السجن توقفوا عن "إطعامه بالقوة" ولم يعودوا يجرون له فحوصا طبية.
وعبر خالد قاسم، المحتجز منذ 15 عاما دون محاكمة أو توجيه لائحة اتهامات، عن خوفه من أن يترك ليموت جوعا.
وقال قاسم، البالغ من العمر 40 عاما، لمحاميه في محادثة تليفونية "في كل ليلة والأوجاع تنتابني أفكر فيما إذا كان النهار سيطلع علي".
وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد حاول إغلاق المعتقل لكنه فشل في ذلك.
أما الرئيس الحالي دونالد ترامب فقد تعهد بالإبقاء عليه وتزويده بنزلاء جدد.
وتقول منظمة حقوقية إن قاسم ونزيلا آخر يدعى أحمد رباني مضربان عن الطعام منذ 20 سبتمبر.
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) إن سياسة "التغذية بالقوة" عبر الأنابيب ما زالت متبعة في المعتقل.
وتقول المنظمة الحقوقية إن قاسم كان قد سافر إلى أفغانستان عام 2000 بحثا عن عمل، حيث اعتقلته الشرطة الأفغانية وسلمته للجيش الأمريكي ومن ثم نقل إلى معتقل جوانتانامو.
وفي صحيفة الديلي تلجراف تقرير عن شاب أطلق على نفسه إسم "جندي الله" كان قد نشر تهديدا بتفجير أحد المستشفيات.
وكان ليروي ماكارثي، البالغ من العمر 22 عاما، قد اعتنق الإسلام، وكتب على فيسبوك عبارات يصف فيها لي ريجبي، الجندي البريطاني الذي قُطع رأسه، بأنه "يغزو بلادا ويغتصب نساءها".
وأضاف أنه يخطط لمغادرة بريطانيا "للالتحاق بخدمة قضية شعبه".
لكن لم تكن هناك إمكانية لتوجيه تهم له بناء على قانون مكافحة الإرهاب لأن منشوراته على فيسبوك لم تكن "عامة" بل مقصورة على أصدقائه الذين لم يتجاوز عددهم 340 شخصا.
ولذلك حكم عليه بالسجن لمدة 18 أسبوعا فقط..