وام
سلطت افتتاحيات الصحف الإماراتية الضوء على الإعلان عن تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي بمحطة " براكة " في إنجاز تاريخي يعزز مكانة الإمارات ودورھا الريادي في قطاع الطاقة النظيفة.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي عقب أيام من إرسال أول مسبار عربي لاستكشاف المريخ في أروع تجسيد للإرادة الصلبة والعمل الدؤوب بتوجيهات للقيادة الرشيدة وضعت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة والأمم العظيمة التي تنظر بتقدير واحترام لا متناهيين لهذه القفزات العلمية في مستقبل الوطن.
كما تناولت الصحف عددا من القضايا الإقليمية والدولية في مقدمتها تطورات الأوضاع في ليبيا والتدخلات التركية التي تعكس أطماعا توسعية لدى أنقرة تنتمي إلى ماض بعيد ولم يعد لها مكان في عالمنا المعاصر.
فمن جانبها وتحت عنوان " طاقة المستقبل " كتبت صحيفة " الاتحاد" إنجاز تاريخي آخر لدولة الإمارات، بالإعلان عن تشغيل أول مفاعل نووي سلمي للطاقة النووية، عقب أيام من إرسال أول مسبار عربي لاستكشاف المريخ، في أروع تجسيد للإرادة الصلبة والعمل الدؤوب بتوجيهات للقيادة الرشيدة وضعت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة والأمم العظيمة التي تنظر بتقدير واحترام لا متناهيين لهذه القفزات العلمية في مستقبل الوطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن بدء الإمارات في التشغيل الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، وفق المتطلبات الرقابية وأعلى معايير السلامة والجودة العالمية، كأول دولة عربية والثالثة والثلاثين عالمياً، يأتي في إطار استراتيجية الدولة لتنويع مصادر الطاقة وبناء اقتصاد مستدام، عبر تأمين 25% من احتياجاتها من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، فور تشغيل محطات المفاعل السلمي الأربع.
وقالت " نقلة نوعية في قطاع الطاقة، وبكفاءات وطنية أثبتت قدرتها في المجالات البحثية والعلمية، منذ انطلاق البرنامج النووي السلمي الإماراتي في عام 2009، والذي عمل بشكل وثيق مع الهيئات والمنظمات الدولية المختصة في المجال، وبالتعاون مع شركائنا في كوريا الجنوبية، وتحت إشراف مباشر للهيئة الاتحادية للرقابة النووية التي تعتبر الجهة الرقابية المستقلة للأنشطة النووية في الدولة ".
واختتمت " الاتحاد " افتتاحيتها بالقول : " اختباراتٌ عدةٌ متبقية، وستكون المحطة الأولى جاهزة لإنتاج أول ميجاواط من الكهرباء بشكل آمن وموثوق وصديق للبيئة، فيما يتسارع الإنجاز في المحطات الأخرى، لتشكل «براكة» محطة فخر واعتزاز، وأنموذجاً لرؤية الإمارات بالاستثمار في الإنسان والعلم، ونجاح رهانها على أبنائها لصناعة مستقبل مزدهر للأجيال القادمة " .
من جانبها كتبت صحيفة " الخليج " في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان " ارفعوا رؤوسكم عاليا " .. " مثلما ينبلج النور من وسط الظلام، تخرج دولة الإمارات العربية المتحدة مثل العروس بهية الطلعة مكللة بالغار، لتعلن على الملأ أنها حققت انتصاراً جديداً لها ولأمتها، بتشغيل أول مفاعل نووي سلمي للطاقة النووية في العالم العربي " .
وأضافت الصحيفة " هذا إنجاز جديد في سبحة إنجازات دولة الإمارات على طريق المستقبل .. إنه الإنجاز المفخرة الذي يضاف إلى إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ، ووصول أول إماراتي إلى المحطة الفضائية .. الله .. الله يا إمارات، يا أنشودة العز والمجد، يا فجراً مرصّعاً بالانتصارات، يا أملاً لا يخيب .. يا ألف مستحيل يتحقق بعزيمة قيادتك وإرادة أبنائك .. يا مستقبلاً يضحك متفائلاً بأيام ستأتي مجللة بآيات النصر .. شعار الإمارات هو : أنا مصمِّم على بلوغ الهدف، فإما أن أنجح، وإما أن أنجح .. وهي تنجح وستواصل النجاح " .
ولفتت إلى ما قاله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بهذه المناسبة، إن نجاح الكوادر الوطنية في تشغيل أول مفاعل للطاقة النووية في العالم العربي في محطة براكة، يعد « إنجازاً نفخر به باعتباره اللحظة الأهم في مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي»، مؤكداً أن «الاستثمار في العلم والرهان على قدرات الشباب رهان رابح، لكسب معركة صناعة المستقبل».
وأضافت " أجل. إن هذا الإنجاز هو واحد من معارك الإمارات لولوج المستقبل بعزيمة واقتدار، والوقوف مع الكبار ومشاركتهم في صناعته من أجل الإنسانية، والإمارات ماضية على هذا الطريق بإرادة لا تلين، وصبر لا يفتر، فطالما أنك تواصل المسير على الطريق الصحيح فلن تضل أبداً"، مشيرة إلى أن الإمارات لا تعمل ليومها فقط؛ وإنما تعمل للغد الآتي؛ للأجيال التي ستواصل حمل الأمانة، كما يحمل الجيل الحالي أمانة القادة المؤسسين ويجتهد كل يوم لتحقيق آمالهم " .
ونوهت الصحيفة إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، أشاد بالإنجاز الذي تحقق، مؤكداً أن «الإمارات شطرت الذرة، وتريد استكشاف المجرة، رسالة للعالم بأن العرب قادرون على استئناف مسيرتهم العلمية، ومنافسة بقية الأمم العظيمة، لا شيء مستحيل»، .
وأشارت إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكد أيضاً أن « براكة إنجاز حضاري وتنموي تُضيفه الإمارات إلى رصيد إنجازاتها المتفردة »، نظراً لما ستسهم به المحطات النووية من توفير للطاقة الكهربائية النظيفة، والحد من انبعاثات الكربون .. واختتمت " الخليج " افتتاحيتها بالقول " مبارك يا إمارات .. نستحق أن نرفع رؤوسنا عاليا " .
وفي موضوع آخر كتبت صحيفة " البيان " تحت عنوان " اغتراب الدبلوماسية التركية " بلغت بعض الاضطرابات الداخلية في عدد من الدول العربية مرحلة التسوية السياسية، إلا أن التدخلات الإقليمية في القضايا العربية، تمنع إسكات الأسلحة، وتفتح الباب أمام فصول جديدة من الدمار على مختلف المستويات.
وأضافت الصحيفة " في ظل الكارثة الجماعية التي تشهدها المجتمعات العربية في الدول المضطربة، فإنه لا جريمة توازي توفير أسباب استمرار الحرب وتعطيل المسار السياسي، وفرض منطق الميليشيات على الحكم، وهذا ما يجري في عدد من الدول العربية في ظل تدخلات إقليمية سافرة" .
وتابعت " يضفي التدخل التركي طابعاً أيديولوجياً إضافياً على الاضطرابات الحالية في الدول العربية. فالمخطط التركي يقوم على تمكين ميليشيات تعتمد منهجاً إرهابياً متطرفاً، نقيضاً للتسامح والاعتدال والتسويات، مأخوذاً بمنطق السلاح وترهيب المجتمعات وتحطيمها عبر العنف، كما في حالات الانتقام الوحشية التي شهدتها مدينة ترهونة غرب ليبيا، ومناطق احتلتها تركيا في شمالي سوريا والعراق.
وأشارت إلى أن التوغل التركي في بلاد العرب مقترن بالنهب الاقتصادي أيضاً. فمع وصول المرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى طرابلس، بدأت تركيا في توقيع اتفاقيات اقتصادية إضافية، وبسبب عجز الميليشيات عن سد التكاليف الباهظة، تحاول تركيا إشعال فصل جديد من الحرب في ليبيا، بهدف السيطرة على الهلال النفطي بشكل مباشر، والتحكم بوجهة النفط الليبي مالياً وتجارياً.
ولفتت إلى أنه وللتغطية على هذه الأطماع تقوم بتصدير خطاب عاطفي يقوم على الأوهام التاريخية، مرفقاً بتهديدات تكشف اغتراب الدبلوماسية التركية عن منطق العلاقات الدولية.
واختتمت " البيان " افتتاحيتها بالقول " لقد انتهى زمن الفرمانات العثمانية في بلاد العرب ولا فرصة لإعادة تكرار ذلك".