إعداد: عبد الله السبع
بعد غروب شمس اليوم الاثنين (الثامن من يوليو 2013م)؛ يُلقي فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام (مفتي الجمهورية) على الهواء مباشرة من مكتبه بدار الإفتاء بالدرّاسة، بيان رؤية شهر رمضان المبارك. وقد استبق فلكيون في عدد من الدول الإسلامية؛ بالقول باستحالة رؤية هلال رمضان بالعين المجردة أو عبر التليسكوب عند غروب شمس اليوم (الاثنين 29 شعبان)؛ برغم مولده في ذلك اليوم، مما يرجح الرأي القائل بأن الأربعاء المقبل (العاشر من يوليو 2013م)؛ سيكون هو أول أيام شهر رمضان المبارك. ويرى الفلكيون أن الهلال سيولد اليوم (الاثنين)؛ لكنه سيغيب بعد غروب الشمس بدقيقة واحدة، وعندها سيكون عمره تسع ساعات؛ الأمر الذي يعني استحالة رؤيته بالعين المجردة التي لا يمكنها ذلك، إلا إذا كان عمره 15 ساعة على الأقل، أما بالتليسكوب فيجب أن يكون عمره 12 ساعة من أجل تحقق الرؤية، وتلك أرقام قياسية. وشهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري الإسلامي؛ وهو شهر متميز عند المسلمين وينتظرونه بشوقٍ من العام للعام؛ حيث فرض عليهم المولى سبحانه وتعالى فيه الصوم (من الفجر وحتى غروب الشمس). وشهر رمضان هو الشهر الذي أَنزل الله فيه القرآن على النبي محمد صلَّى الله عليه وسلم في ليلة القَدر سنة 610م. وليلة رؤية هلال شهر رمضان الكريم؛ كانت تحتفظ بالكثير من المراسم والعادات المرتبطة بها علي مر الزمان. فقد كانت الاحتفالات تبدأ بموكب الرؤية في عهد الدولة الفاطمية؛ حيث كان القضاة يستطلعون رؤية الهلال من فوق جبل المقطم. وفي عصر المماليك كانت مئذنة مسجد السلطان بن قلاوون أشهر مرصد لرؤية الهلال؛ حيث كان قاضي القضاة يخرج مع رؤساء الطوائف في احتفال ديني كبير منادين ببدء الصوم. وشهد عهد محمد علي وأبنائه اهتمامًا كبيرًا بهذه المناسبة؛ حيث كانت تُنظم المواكب الصاخبة بمصاحبة مشايخ الحرف والجُند في صفوف منظمة تصاحبهم الفرق الموسيقية. ثم أدخل الخديو إسماعيل تطورًا في مظاهر الاحتفال تَمثّل في المدافع التي كانت تنطلق من القلعة للإعلان عن قدوم شهر رمضان. أما السلطانة "ملك" أرملة السلطان حسين كامل؛ فكانت تخرج في موكب لتوزيع نقود ذهبية على الأطفال. وحتى فترة الخمسينيات من القرن الفائت؛ كانت ليلة الرؤية لها طقوسها الخاصة التي كانت الناس تمارسها وتعيشها في احتفالات اختفت مظاهرها وأصبحت تقتصر حاليًا على احتفالٍ رسمي مختصر، يحضره بعض المسئولين والوزراء؛ يعلن فيه مفتي الديار المصرية نتيجة الرؤية وينتهي عند هذا الحد. ولشهر رمضان في مصر مظاهر خاصة؛ حيث كانت القاهرة في العصر المملوكي تغرق بأنوار الشموع و الفوانيس في هذا الشهر. كما كانت أسواق القاهرة تنتظر هذا الشهر وتستعد له قبل مقدمه بشهور؛ حيث تمتلأ الأسواق ببضائع لا تُرى إلا في شهر رمضان فقط؛ مثل: سوق الحلاويين وسوق الشماعين, و كان يوجد مثلا من الحلويات في العصر المملوكي أكثر من 50 صنفًا. وعند الإفطار كان ينطلق صوت المدفع قبل أذان المغرب. وفي وقت السحور؛ كان المسحراتية يطوفون في الشوارع وهم يقرعون على الطبلة، ويدقون على الأبواب ليوقظوا أهلها للقيام لتناول السحور، وكان الأطفال يتحلقون حولهم في موكب وهم يغنون أغانيَ مصرية جميلة. وفي كل الأحوال؛ لا تزال الزينة تُعلَّق في الشوارع والمنازل وعلى المساجد إلى اليوم، وتُضاء الأنوار والفوانيس للتعبير عن الفرحة بمقدم الشهر المعظم، الذي نشعر في ظل وجوده بحالة لا يمكن وصفها من حبٍّ للطاعة والعبادة، والسعي وراء نفحات الله سبحانه وتعالى. أعاده الله على كل المصريين بالخير واليمن والبركات. وكل عام والجميع بألف خير.