يتهافت العالم حول حل لمشكلة التغير المناخي الذي أدى الاستغلال الجائر للعديد من الموارد الطبيعية إلى انتشاره بشكل أوسع على مدى العالم، ومن أبرز هذه الموارد التربة التي تتعرض يوميًا للضغوط البشرية المستنفذة لطاقات التجديد فيها، فهي تحتاج آلاف السنوات لتشكل طبقة واحدة من طبقاتها، لكن ماذا لو كانت التربة حلاً من حلول التغير المناخي؟

 

فقد أثبت العلماء أن التربة يمكن أن تستخدم لحد انبعاث الكربون في الغلاف الجوي تبعًا لدراسة قامت بها جامعة كورنيل لعلوم التربة والمحاصيل وذلك من خلال إدارة التربة التي تقوم على ترشيد استخدام المبيدات والأسمدة الزراعية وتعزيز دورة النيتروجين فيها مما يسهم في زيادة خصوبتها وتعزيز إنتاجية المحاصيل وتحسين التنوع البيولوجي فيها وكذلك الحد من تآكل طبقتها وبالتالي تعزيز قدرتها على مقاومة التغير المناخي.

 

الكربون في الغلاف الجوي: –

 

حاليًا الغلاف الجوي للأرض يحتوي على 830 بيتا غرام (1 مليار كجم) من الكربون الذي يضيفه الإنسان نتيجة حرق الوقود الأحفوري وأساليب الحياة المرفهة، فالإنسان يضيف 10 بيتا غرام سنويًا من الكربون إلى الغلاف الجوي، كما تمتلك التربة 4800بيتا غرام على عمق 2 متر داخلها وهي نسبة تبلغ ستة أضعاف النسبة الموجودة حاليًا في الغلاف ووفقًا للعالم جوناس ليمان كاتب الدراسة أن التربة يمكن أن تستوعب المزيد من الكربون داخلها.

 

ويمكن من خلال تحسين نماذج التنبؤ واستخدام نهج تجميع ” البيانات الضخمة ” التي تستخدم لدمج استخدام الأراضي وإدارة التربة والتكنولوجيا والتي تسهم أيضًا في إشراك مستخدمي الأراضي وصانعي القرار في المساهمة في حماية التربة ودعم التوجهات لتخفيف التغير المناخي مما يساعد في تقليل نسبة الكربون إلى 8 بيكو غرام في السنة.

 

ومن الجدير ذكره أن الحفاظ على التربة التي يمكن أن تكون المفتاح الرئيسي للقضاء على التغير المناخي ويجب أن تتضافر الجهود العلمية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لحمايتها