وكالات
استبعد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، اليوم الخميس، أن تندلع حرب باردة جديدة لأنه لا يوجد المتطلبات الأساسية لذلك.
ونقلت وكالة أنباء (تاس) الروسية عن لافروف - فى كلمته أمام طلاب معهد موسكو لدراسات الشؤون الخارجية - قوله إنه من الصعب جدا مقارنة الوضعين منذ 50 عاما وحاليا، حيث يوجد تناقض ضخم بينهما، مشيرا إلى أنه لا يرى أى أسباب أساسية تجعل حربا باردة جديدة تصبح حقيقة.
وأوضح لافروف أنه على عكس عصر الخلافات الأيدولوجية، فإن روسيا والولايات المتحدة يتشاركان الآن مبادئ عامة كجزء من منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا ومنظمة الأمم المتحدة.
وتابع لافروف "كلاهما (موسكو وواشنطن) يسعيان لتطوير الديمقراطية فى المجتمعات"، مشيرا إلى أن شكلا جديدا لمفهوم السياسة الخارجية الروسية يتم صياغته حاليا، وسيأخذ بعين الاعتبار التطورات الأخيرة فى العالم.
وفى السياق ذاته، قال وزير الخارجية الروسى إن شركاء روسيا فى الغرب انتهكوا مرارا تعهداتهم فيما يخص مجال الأمن، ولذلك فإن التجارة والأعمال على النحو المعتاد مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، باتت مستحيلة الآن.
وأشار لافروف إلى أن الغرب حاول طويلا أن يبقى روسيا فى موقف "التلميذ" فيما يخص العلاقات الخارجية، لكن موسكو مستعدة لاستعادة علاقتها مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، فقط على أساس المساواة.
من ناحية أخرى أعلن لافروف الخميس، أن الولايات المتحدة تتهرب من المشاورات مع روسيا فى مسألة الأمن الإلكتروني.
وقال لافروف، متحدثا أمام الطلاب فى معهد موسكو الحكومى للعلاقات الدولية حسبما نقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، إنه "منذ عام مضى، اقترحنا على الولايات المتحدة عبر النيابة العامة إجراء مشاورات حول التعاون فى مجال الأمن الإلكتروني".
وأضاف الوزير الروسى أنه "فى نوفمبر من العام الماضى اقترحنا إجراء مشاورات جدية بين الخبراء، ولم تكن هناك إجابة، وفى يناير من العام الجاري، ذكرت وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بأننا نود الحصول على رد، كما ذكرته فى مايو، وذكرته الآن، عندما أجرينا لقاء الأسبوع الماضى فى جنيف حول سوريا، لقد استغرب من أنهم لم يردوا حتى الآن.. أما وزارة العدل الأمريكية التى تم توجيه الطلب إليها، فرفضت إرسال رد خطى على طلبنا المباشر".
ولفت لافروف، إلى أنه مع ذلك، كان رد وزارة العدل الأمريكية شفهيا بأنهم لا يبدون اهتماما بالتعاون فى هذا المجال. وفى سياق متصل أعلن لافروف، أن الولايات المتحدة استغلت الصعوبات التى تمر بها العلاقات الروسية الأوروبية لتفرض على الاتحاد الأوروبى استيراد غازها المسال.
وقال لافروف "الولايات المتحدة تحاول استغلال البرود الحالى الذى تمر به علاقاتنا مع أوروبا، لكى تفرض على الأوروبيين غازهم المسال، الذى يحتاج إلى بنية تحتية مكلفة للغاية، والتى إذا شيدت، فسيكون من الصعب التخلص منها".