اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بتناقضات مواقف الدول الغربية تجاه الأحداث التي تشهدها مصر..مؤكدة أن القيادة المصرية تمضي على الطريق الصحيح لاستعادة الأمن والأمان وإعادة المسار السياسي إلى طريقه السليم بعد فترة قاتمة شهدتها البلاد .. كما تناولت تعليقات الصحف عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية.
وتحت عنوان " قضات غربية في المسألة المصرية " أعربت صحيفة " الاتحاد " عن استغرابها تجاه مواقف الدول الغربية من تطورات الأحداث في مصر..وقالت إن مواقف هذه الدول تثير دهشة بالغة لدى الكثيرين في العالم العربي وخارجه حيث لا تزال الإدارة الأميركية وحكومات دول الاتحاد الأوروبي تنظر للمشهد المصري بانتقائية غير مسبوقة تركز فقط على ما تعتبره تظاهرات أو اعتصامات و تتناسى مع سبق الإصرار أن إطاحة نظام " الإخوان " في مصر كانت نتيجة هبة شعبية عارمة لا تخطئها العين اجتاحت بر مصر كله يوم / 30 / يونيو الماضي..
موضحة أنها تتجاهل كذلك عن عمد أن اعتصامات " الإخوان " في أرض الكنانة خرجت عن سلميتها وكدس المشاركون فيها السلاح واستهدفوا الآمنين وعطلوا حياة الناس وأشاعوا حالة من الاستقطاب الضار بمستقبل البلاد.
ورأت أن الأغرب أن الغرب الذي حارب الإرهاب عقودا طويلة و خاض ولا يزال معارك عنيفة في ساحات شتى لدحر تنظيمات متطرفة تستهدفه ومصالحه وتحرض عليه ليل نهار..تحول فجأة إلى التعاطف مع تيارات تتاجر بالدين وتنتهج العنف وترفع السلاح في وجه مواطنيها وتسفك الدماء وتستبيح المساجد والكنائس وتستهدف الممتلكات العامة والخاصة وتقتل عناصر الشرطة وتمثل بجثثهم حسبما شاهد الجميع على الشاشات خلال الأيام القليلة الماضية..وما تعرض له ضباط الشرطة في قسم كرداسة خير دليل على بشاعة من يدافع الغرب عنهم.
وأكدت أن الغرب عندما يتصدى للمشهد المصري بتلك النظرة الانتقائية..
وأوضحت أنه حينما يدخل الإسرائيلي إلى حلبة المفاوضات لتقرير مصير أرض يعتبرها ملكا خالصا تاريخيا ودينيا وواقعيا فما نتيجة هذه المفاوضات الإسرائيلي لا يدخل إلى هذه المفاوضات معتقدا ذلك فحسب ولكنه يدخلها وهو يترجم هذا الاعتقاد إلى ما يناسبه من إجراءات وخطوات .. مبينة أن الاستيطان هو الترجمة العملية لهذا الاعتقاد..ليست المسألة لديه مجرد توسيع هنا أو هناك من أجل تحسين شروط مفاوضاته كما يفعل المتحاربون حين يجلسون للتفاوض على تقرير شروط السلام..فإسرائيل يفاوض لا من أجل تحسين شروط التسوية وإنما لشيء آخر لا علاقة له بما يفترضه الطرف الآخر .
وتساءلت " الخليج " في ختام افتتاحيتها كيف يمكن لمن يعتقد شيئا أن يفاوض على معتقده .. مضيفة أنه يفاوض لأنه يرى أن في المفاوضات تحسينا لشروط ما يعتقد به أو ليصرف النظر عما يقوم به..كيري الراعي لهذه المفاوضات أصبح لا يرى أن الاستيطان سيؤثر في المفاوضات لأنه يعرف أن إلغاءه ليس غاية المفاوضات..كان يريد تجميد الاستيطان كحلية للمفاوضات لكنه اقتنع بالرأي الإسرائيلي بأنه لا يمكن مناقشة ما لا يمكن أن يكون من نتائجها..غاية المفاوضات تحقيق السلام الافتراضي.
من جهتها أكدت صحيفة " البيان " أن القيادة المصرية تمضي على الطريق الصحيح لاستعادة الأمن والأمان وإعادة المسار السياسي إلى السكة السليمة بعد فترة قاتمة شهدت فيها البلاد عنفا وإرهابا ونهجا تدميريا كان ديدنه على الدوام إبعاد مصر عن حضنها العربي لصالح أجندات منها الخفي ومنها الظاهر تمهد في نهاية المطاف لفرض أمر واقع يتنافى مع تاريخ مصر التي لطالما وقفت مع قضايا العرب ووضعت مسألة العمق الاستراتيجي على رأس أولويات سياساتها الخارجية .
و تحت عنوان " مصر نحو الأمام " أضافت أنه " بعد أن انزاحت الغمامة السوداء عن سماء مصر، بفضل تأييد ودعم المخلصين، فإن الكثير يتوجب عمله في قادمات الأيام، للملمة ما انكسر بين يونيو 2012 ويونيو 2013" مشددة على ضرورة فرز القوى الظلامية والهدامة وقطع دابرها لكي لا تستمر في إفساد المجتمع وتعطيل العملية السياسية الواعدة بعد أن عاد المصريون ليشكلوا صفا واحدا ويدا واحدة تضرب من يحاول خلق إنقسامات في صفوفهم وإشعال نار الفتنة بين ظهرانيهم بحيث تكون الكلمة الفصل للقانون الذي من المؤكد أنه سيضع النقاط على الحروف لجهة لجم نشاطات أي حركات إرهابية .
وأشارت في هذا الصدد إلى أن المسيرة السياسية لا يمكن لها أن تطوي صفحة الدماء من دون تحديد واجبات وحقوق كل طرف ومنع أولئك الذين يتلقون إملاءات من الخارج عن ممارسة السلوكيات التي جبلوا عليها فخانوا الأشقاء وخدعوا الشعب وكذبوا عليه وارتهنوا إلى من لا يتمنى مصلحة مصر ويسعى إليها وكأنهم يتحركون على نسق ووتيرة أشبه بساعة صفر متوهمين أن بإمكانهم إرجاع عقارب ساعة الحق إلى الوراء .
وجددت " البيان " تأكيدها في ختام إفتتاحيتها أن أي عملية سياسية لا تستقيم بوجود مخربين لا هم لهم سوى اتباع عقيدة الوقيعة بين فئات الشعب والتغلغل كخلايا سرطانية في المجتمعات العربية والإسلامية بهدف تهديم إنجازات بعض دولها معربة عن ثقتها بأن أشقاء مصر المخلصين وأصدقاءها الحقيقيين لن يتركوها مصر وحدها في هذه المرحلة ولن يتخلوا عن دعمها ومساندتها حتى تستعيد عافيتها ودورها الكامل في المنطقة والعالم .
وأكدت أن هذا الواقع خلق ظروفا جديدة جعلت العلاقات الاقتصادية والمالية أكثر حساسية وأكثر تعقيدا خاصة عندما تحدث منازعات تجارية أو مالية بين الشركات والمؤسسات المحكومة بعقود كثيرة التنوع والتعدد مما يتطلب دائما مراجعة قوانين التحكيم التجاري بما يتفق مع إيجاد حلول لنزاعات هائلة وكبيرة حول ممتلكات وأموال ومنقولات ومصالح وبجانب ذلك أصبح للقطاع الخاص دور يتسع يوما بعد يوم وهو ما جعل التعقيدات تزيد على الرغم من العقود والاتفاقات .
وأضافت أن انتقال رؤوس الأموال في شكل إستثمارات ضخمة وعقود نقل التكنولوجيا والإنشاءات والتجارة الدولية والتأمين والعقود البنكية جعل الحاجة ماسة لترقية الوسائل والقوانين والآليات التي تحكم هذه النشاطات والعلاقات. والمستثمرون ورجال الأعمال والتجار يشعرون بأهمية الثقة والأطمئنان على الأموال المتحركة من مكان إلى آخر ومن نشاط إلى آخر ولذلك أول ما ينظرون له عندما يسعون إلى الاستثمار في بلد آخر هو القوانين قوانين التملك وقوانين الاستثمار وقوانين الجمارك والضرائب والعقود وضماناتها بجانب معرفة مستوى التحكيم التجاري محليا وإقليميا ودوليا ولتلك المكانة التي يحتلها التحكيم التجاري اهتمت المؤسسات الخليجية الخاصة والحكومية بقضية التحكيم التجاري .
ولفتت إلى أنه من نتاج هذا الاهتمام أن بدأت في صلالة بسلطنة عمان أعمال المؤتمر السنوي الثامن عشر حول التحكيم في منازعات أسواق المال بدول التعاون..ويهدف المؤتمر إلى تحسين النظم والتشريعات التي تتصل بتشجيع الاستثمارات وتحقيق الاستقرار في أسواق المال وجذب رؤوس الأموال وضمان الحفاظ عليها بعيدا عن الانهيار وكل ذلك يدعم الثقة في النظم المالية والمصرفية والاستثمارية والاقتصادية والتجارية في الدول العربية والخليجية .
وقالت " الوطن " في ختام افتتاحيتها إن المؤتمر يهدف إلى تعريف المشاركين بالأساليب الحديثة للتعاقد وإكساب المشاركين المهارات اللازمة حيث يشارك في الملتقى عدد من المختصين والمستشارين والخبراء القانونيين من المؤسسات الرسمية والخاصة بدول المجلس .. وستظهر نتائج مثل هذه المؤتمرات المتخصصة سريعا على الأداء والمحصلات.
"وام"