بي بي سي
اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الملفات والموضوعات المهمة ونطالع
ومن بين القضايا العربية والشرق أوسطية التي تناولتها الصحف انضمام أعداد من مقاتلي المعارضة المسلحة في سوريا للقوات الحكومية ومقتل عشرات الأطفال في اليمن في قصف لقوات التحالف بقيادة السعودية لحافلة تقلهم.
البداية من صحيفة التايمز ومقال لريتشارد سبنسر من بيروت بعنوان "الموت أو الأسد: لماذا ينضم مقاتلو المعارضة المسلحة للنظام".
ويقول سبنسر إن مقاتل المعارضة المسلحة يواجه خيارات مريرة تتراوح بين الاستمرار في القتال بلا أمل، أو المنفى أو الانضمام لجيش النظام الذي يكرهه.
وأضافت الصحيفة "وبعد أسابيع ينضم إلى جيش الرئيس السوري بشار الأسد. على أن يضمن الجيش الروسي الذي كان يقصفه في السابق سلامته الشخصية وعدم انتقام الحكومة منه"
وقال محمد المقداد، المقاتل السابق في المعارضة المسلحة السورية "كانت الطريقة الوحيدة لحقن الدماء ولتجنب المزيد من الدمار. إذا رفضنا كانت المنطقة ستدمر تماما".
وقال المقداد للصحيفة "نهاية الصراع في سوريا كانت قرارا اتخذ دوليا"، مشيرا إلى قرار واشنطن، قبل حملة النظام الأخيرة على درعا، أنها ستوقف دعمها للمعارضة المسلحة.
ويقول سبنسر أنه مع استعادة الأسد السيطرة على البلاد، سلم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة المسلحة مواقعهم، ونقلوا إلى إدلب، شمال غربي البلاد، التي يوجد فيها أكبر تجمع للمعارضة.
واختار عشرات الآلاف الاخرين، مثل المقداد، طريقا بديلا: اتفاق يسمج لهم بموجبه طرح سلاحهم والعودة إلى الحياة العادية في قراهم المدمرة.
ولكن هذا الاتفاق ذاته يقضي بالتجنيد الإلزامي لمن في سن التجنيد. وفي الكثير من الحالات، يمنحون مهلة ستة أشهر، وفي حالات أخرى وافقت وحدات كاملة من المعارضة المسلحة على الانضمام إلى العديد التنظيمات العسكرية الموالية للنظام. وبهذا ينتهي بهم الحال إلى القتال إلى جانب الرجال الذين أمضوا سبعة أعوام في محاولة قتلهم.
وقال مقداد، وهو في أواخر العشرينيات، إنه حصل على تعهد بأنه لن يضطر إلى القتال ضد زملائه السابقين في إدلب. وأكد العديد من مقاتلي المعارضى السابقين للصحيفة أهمية وجود القوات الروسية.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من التصريحات العلنية للقادة الروس، إلا أن الجيش الروسي على دراية بـ "وحشية" نظام الأسد ورغبته في الثأر من معارضيه، ولهذا فوجود القوات الروسية يمثل حماية لمقاتلي المعارضة المسلحة الآخرين ويسعى لبناء جسور ثقة بينهم وبين جنود الجيش النظامي.
وننتقل إلى صحيفة الجارديان، التي تقدم شهادة للمرضة مارتا ريفاس بلانكو من اليمن.
وتقدم الصحيفة لشهادة بلانكو قائلة إنه "في التاسع من أغسطس قُتل 40 طفلا و11 من البالغين، وعولج الكثير من الأطفال المصابين في مستشفى تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، وتقدم الممرضة مارتا ريفاس بلانكو، عضو فريق الجراحة في مستشفى الطلح، شهادتها عن اليوم.
وتقول ريفاس بلانكو "جاءوا إلى المستشفى في سيارات ومركبات إسعاف، مصابين بإصابات دامية مختلفة. كان بعضهم يصرخ والبعض يشعر بالخوف. وذهب بعضهم مباشرة إلى المشرحة".
وتضيف "أود القول إنها المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذا العدد الكبير من المصابين والقتلى، ولكنها ليست كذلك، فأنا هنا منذ أعوام. ولكن ما حدث الأسبوع الماضي في صعدة غير مسبوق بالنسبة لي ، لأن جميع الضحايا تقريبا كانوا من الأطفال".
وتضيف "كان الأمر مفعما بالتوتر. بسرعة امتلأت غرفة الطوارئ، كما امتلأت خيمتان أخريان للطوارئ. على مدى أربعة ساعات كنا نعمل بصورة متواصلة. توفي طفلان في غرفة الطوارئ وأنا هناك. فقد 40 طفلا حياتهم. أما من بقي على قيد الحياة، فكان بعضهم يعاني من صعوبة في التنفس وكسور وجروح ونزيف بسبب تحطم الزجاج"
وقالت "جسديا، سيتعافى الصغار، ولكن ما يقلقني هو سلامتهم العقلية والنفسية. الكثير منهم كانوا يعانون من الصدمة، من تلك الكارثة التي حلت بهم...لقد سلبهم هذا الصراع من طفولتهم...في اللحظات الهادئة في المستشفى، تطالعني صور الأطفال المصابين وتدور في ذهني وجوههم. لا أنسى قط الألم المرتسم على وجوههم وصوت صراخهم".