بي بي سي
اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الملفات والموضوعات المهمة ونطالع
انفردت صحيفة صنداي تلجراف بنشر مقال للسفير الأمريكي في لندن يدعو فيه الحكومة البريطانية لدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موقفه ضد إيران، وخصصت الصحيفة مقالها الافتتاحي وتقريرا رئيسيا في صدر صفحتها الأولى لهذا الصدد.
واشترك في كتابة التقرير في كتابته محررا الشؤون السياسية والشؤون الأمريكية في الصحيفة تحت عنوان "الولايات المتحدة تقول لبريطانيا: ادعمي ترامب بشأن إيران".
ويقول التقرير إن السفير الأمريكي روبرت وود جونسون دعا بريطانيا إلى التخلي عن جيرانها الأوروبيين الذين مازالوا يدعمون الاتفاق النووي والانضمام إلى أمريكا التي وصفها بأنها "الحليف الأقرب"لها، لتطبيق العقوبات المشددة التي فرضها الرئيس الأمريكي على إيران.
ووجه السفير الأمريكي في مقاله انذارا واضحا للشركات البريطانية لوقف تعاملاتها مع إيران وإلا واجهت "عواقب خطيرة" في علاقاتها التجارية مع أمريكا.
وترى الصحيفة أن تعليق السفير الأمريكي يشكل تحديا مباشرا لحكومة تيريزا ماي في بريطانيا، بعد أيام من رفض أحد وزرئها صراحة الوقوف مع عقوبات ترامب على طهران واستمرار الالتزام بالاتفاق المبرم عام 2015 معها.
وكذلك بعد ستة أيام من توقيع وزير الخاجية البريطاني، جيريمي هانت، على بيان مشترك مع الاتحاد الأوروبي لتفعيل إجراءات حماية الشركات الأوروبية من أثر العقوبات.
وكتب السفير الأمريكي في مقاله "نريد من بريطانيا أن تقف إلى جانبنا. حان الوقت للخروج من اتفاق 2015 المعيب. نطلب من بريطانيا بنفوذها العالمي أن تستخدم قوتها الدبلوماسية المؤثرة وتأثيرها لتنضم إلينا ونحن نقود جهدا عالميا ملموسا لتحقيق اتفاقية شاملة فعليا".
وترى الصحيفة في المقال الافتتاحي الذي كرسته لهذه القضية أنه مع اقتراب الموعد النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حان الوقت لأن تنظر في الكيفية التي ستكون عليها سياستها الخارجية في المستقبل.
وتضيف أن رفض الحكومة البريطانية الالتحاق بإدارة ترامب في اتخاذ فعل حاسم ضد تهديدات إيران سيضعها في مسار صدام غير ضروري مع واشنطن، في وقت لا يمكن للبلاد تحمله.
وتنشر صحيفة الأوبزرفر تقريرا يتحدث عن دعوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للأتراك لبيع الدولار واليورو وشراء الليرة، لدعم عملتهم المحلية التي تدهورت قيمتها أثر مخاوف بشأن الاقتصاد وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.
ويقول التقرير إن أردوغان حض شعبه السبت على دعم الليرة للفوز بما وصفها بـ"حرب الاستقلال".
ويضيف أن هزة مالية ضربت تركيا الجمعة بعدما شهدت الليرة انخفاضا جديدا وخسرت نحو 18 في المئة من قيمتها في ما عد أكبر انخفاض منذ عام 2001.
وفي صفحاتها الاقتصادية تنشر الصحيفة نفسها تقريرا آخر تحت عنوان "أردوغان وترامب قد يسيران بتركيا والاتحاد الأوروبي إلى حافة الهاوية".
ويشير التقرير إلى أن أردوغان الممسك بالسلطة منذ 15 عاما قد عين صهره وزيرا للمالية، ويملك سطوة كبيرة على البنك المركزي، وهذا ما سيضع تركيا في مأزق مع تصاعد الضغط من المستثمرين في العالم عليها لرفع معدلات الفائدة لاحتواء تدهور الليرة.
ويوضح التقرير أن تكاليف الاستدانة العالية ستؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد، الذي سيكون أمرا بغيضا بالنسبة لأردوغان.
وتخصص صحيفة صنداي تايمز مقالا افتتاحيا للشأن السوري تحت عنوان "نهاية اللعبة بالنسبة للأسد بدأت مع فشل الغرب في القيام بفعل".
كما تخصص عددا من الصفحات الداخلية فيها لمقال موسع كتبه المؤرخ انتوني سَلدون تحت عنوان "عشرة ايام غيرت العالم"، هو تلخيص لجزء من كتاب أنجزه وسينشر العام المقبل.
ويرى سَلدون أن الهجوم الكيميائي الذي وقع في الغوطة قرب دمشق في أب عام 2013 كان تجاوزا لخط أحمر واضح، وأن الأيام العشرة التي اعقبته كان لها على المدى البعيد تأثيرا يضاهي هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة والأزمة المالية عام 2008.
ويضيف أن العالم الذي نعيش فيه اليوم قد تشكل بقوة بفعل الأحداث التي جرت خلال تلك الأيام في عام 2013 وسيستمر تأثيرها لعدة سنوات مقبلة.
ويتهم الكاتب نظام الرئيس بشار الأسد بإلقاء قنابل غاز الأعصاب من الجو على منطقة الغوطة الشرقية في 21 أغسطس 2013، ما أسفر عن مقتل نحو 1000 شخص. ويحاول في مقاله مراجعة اللحظات التي اعقبت ذلك، وكيف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني حينها ديفيد كاميرون حاولا الحصول على دعم لفعل عسكري ردا على ما جرى، لكنهما فشلا في تحقيق ذلك إثر المعارضة المتزايدة من خصومهما لمثل هذا الإجراء.
ويرى سَلدون أن هذا الفشل هو ما قاد إلى ظهور روسيا ولعبها دورا مؤثرا في الصراع السوري، وكذلك قاد إلى مجيئ ترامب
وتنشر الصحيفة أيضا مقالا آخر للورانس فريدمان، البروفسور في دراسات الحرب في كنجز كوليج، تحت عنوان "لو أن بريطانيا قادت لتبعها أوباما الحذر".
ويرى فريدمان أن تصويت البرلمان البريطاني في أغسطس ضد التدخل في سوريا جعل من بريطانيا لاعبا هامشيا في الشؤون الدولية وحليفا أقل موثوقية بالنسبة للولايات المتحدة.
ويرى أن الرئيس أوباما تراجع عن اتخاذ قرار بضرب أهداف تابعة للنظام في سوريا بعد التصويت البريطاني، وبعد أن وجد مناخا متشككا في الكونجرس، وعندما أعطته روسيا فرصة للانسحاب بعرضها صفقة تفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية بإشراف دولي.
وجعلت صنداي تايمز عنوان صفحتها الرئيس "بوريس يشعل حربا في مجلس الوزراء"، في إشارة إلى ما تقول الصحيفة إنه تحدٍ من أربعة وزراء، تحدثت إليهم، لقرار قيادة الحزب بالتحقيق مع جونسون.
وتقول الصحيفة إن الخلاف تصاعد الليلة الماضية مع عودة جونسون إلى البلاد من إجازة في إيطاليا، مع مزاعم أن عددا من النواب يستعدون لرفع رسالة إلى لجنة 1922 في مجلس العموم، مطالبين بتصويت على حجب الثقة برئيسة الوزراء.
وتقول الأوبزرفر، التي خصصت مقالها الافتتاحي وعددا من مقالات الرأي فيها لهذا الموضوع، إن عضو في مجلس للوردات من حزب المحافظين ومساعد سابق لديفيد كاميرون اتهم جونسون بأنه "فارغ اخلاقيا" ويثير التعصب العرقي و"يغازل الفاشية" مع تفاقم الانقسام الداخلي بين المحافظين بشأن تصريحاته الأخيرة.
وتقول الصحيفة إن تصريحات اللورد (أندرو) كوبر جاءت بعد انتقاد جاكوب ريس-موج، زعيم الجناح اليميني المعارض للاتحاد الأوروبي في الحزب، لرئيسة الوزراء لدعمها إجراء تحقيق مع جونسون بشأن تصريحاته التي قارن فيها النساء المنتقبات بـ "صناديق الرسائل" و"سراق البنوك".
وترى الصحيفة أن أجنحة مختلفة داخل حزب المحافظين انقسمت بين معسكرات متنافسة وسط شائعات تتحدث عن أن جونسون يستعد للتقدم بعرض للترشح لقيادة الحزب في الخريف المقبل.
وتضيف أن أدلة جديدة تشير إلى أن سلسلة من هجمات الكراهية ضد نساء مسلمات قد ارتكبت كنتيجة مباشرة لتعليقات جونسون في مقاله الأخير في صحيفة ديلي تلغراف عن السيدات المسلمات المنتقبات.
وتنشر الصحيفة تعليقا لربا حق، النائبة عن حزب العمال تحت عنوان "انطباعي عن بوريس أنه لا يمكن الوثوق به" تورد فيه نماذج لعدد من حوادث الكراهية ضد المسلمين التي تتسبب فيها تصريحات تغذي نزعة الخوف من الإسلام (إسلامفوبيا).