رصد علماء الفلك ظاهرة نادرة في قلب سديم النملة "المدهش"، قد تكشف عن نظام نجمي مزدوج غريب.
وتمكن العلماء من رصد إشارة ليزر غامضة في قلب سديم النملة، وهي ظاهرة نادرة للغاية ترتبط بوفاة نجم، وقد اكتشفت هذه الظاهرة من خلال المراقبة التي قام بها مرصد هيرشل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
ويكتسب سديم النملة اسمه من الفصين التوأم المتشكلان من الغاز المنبعث من النجم الموجود في قلب السديم، واللذين يشبهان رأس وجسم النملة. ويقع السديم على بعد يتراوح بين 3 آلاف و6 آلاف سنة ضوئية من الأرض، جنوب كوكبة "مربع النجار"، ويعرف السديم رسميا باسم Menzel 3، وقد تم اكتشافه من قبل الفلكي دونالد مينزل في عام 1920.
وتظهر البيانات الجديدة لمرصد هيرشل أن سديم النملة يطلق انبعاثا حادا من الليزر في قلبه، وقالت الكاتبة الرئيسية للورقة البحثية، الدكتورة إيزابيل أليمان: "لقد اكتشفنا نوعا نادرا جدا من الانبعاثات يطلق عليها انبعاثات ليزر إعادة تركيب الهيدروجين، والتي تنتج فقط في نطاق ضيق من الظروف الفيزيائية".
وقالت أليمان، إن هذا النوع من انبعاث الليزر الموجود في أي سديم يحتاج إلى غاز كثيف جدا قريب من النجم. ووجدت البيانات الجديدة أن كثافة الغاز المنبعث من أشعة الليزر، هي أعلى بـ 10 آلاف مرة من كثافة الغاز الموجود في نماذج السدم الكوكبية وفي فصي سديم النملة نفسه.
وعادة ما تكون المنطقة القريبة من النجم الميت، تقريبا حوالي المسافة بين زحل والشمس، فارغة تماما، لأن مادتها تُطرد إلى الخارج.
وأوضح المؤلف المشارك في مركز جودريل للفيزياء الفلكية في جامعة مانشستر، البروفيسور ألبرت زيجلسترا، أن "الطريقة الوحيدة لإبقاء هذا الغاز الكثيف قريبا من النجم هو إذا كان يدور حوله في شكل قرص، مثلما هو الحال في هذا السديم، وهذا ما يساعد على تضخيم انبعاثات الليزر.
وتابع زيجلسترا: "يشير القرص إلى وجود رفيق ثنائي، لأنه من الصعب إيصال الغاز المقذوف إلى المدار ما لم يحرف اتجاهه نجم مصاحب في الاتجاه الصحيح، ويعطينا الليزر طريقة فريدة لفحص القرص حول النجم المحتضر، في أعماق السديم الكوكبي".
ولم ير الفلكيون بعد النجم الثاني المتوقع المخبأ في قلب سديم النملة، ويتزامن نشر هذا الاكتشاف مع إطلاق اليونيسكو لأول يوم عالمي للضوء، في 16 مايو، ويحيي هذا اليوم ذكرى أول عملية ناجحة بالليزر في عام 1960 من قبل الفيزيائي والمهندس ثيودور ميمان.