قشر الجمبرى -الذى تتخلص منه الأسر المصريَّة فى صناديق القمامة اعتقادًا منها أنه من دون فائدة- يُستخدم فى صناعات بعينها، ويبيع تُجار الأسماك والمزارع السمكيَّة كميات كبيرة منه للعلماء وأصحاب الأبحاث وشركات الأدوية؛ حيث يدخل فى صناعات صديقة لبيئة الإنسان.
ثقافة (إعادة التدوير) غير المنتشرة بين الشعب المصرى هى التى تُهدر كميات كبيرة من قشر الجمبرى دون الاستفادة منه، بينما نستطيع إعادة تدويره لتصنيع حقائب وأغلفة طعام بلاستيكيَّة منه، حيث يرى العلماء أن (البلاستيك) الذى نستخدمه فى صناعات عديدة اليوم عبارة عن كارثة بيئيَّة حقيقيَّة؛ لأن تلك المواد المُستخدمة فى عمل (البلاستيك) مُصنَّعة من المواد البتروليَّة التى يصعب تحللها، وتتسبب فى أزمات لبيئة الإنسان، ويستوجب دفنها والتخلص منها بطرق معينة، لذلك عكف باحثون مصريون على تطوير أبحاثهم، لتحويل قشر الجمبرى المُجفف إلى أغشيَّة رقيقة؛ لعمل حقائب بلاستيكيَّة قابلة للتحلل وصديقة للبيئة.
صناعة البلاستيك
بدأت فكرة تصنيع منتجات بلاستيكيَّة من قشر الجمبرى قابلة للتَحلُّل الحيوى فى مصر عندما سافرت دكتور إيرين سامى فهيم، أستاذ مساعد فى قسم الهندسة النوعيَّة والخدميَّة بجامعة النيل، لعمل رسالة دكتوراه فى جامعة (نوتنجهام) البريطانيَّة، حيث خطرت فكرة البحث على بالها أثناء دراستها لأبحاث علميَّة أخرى خاصة برسالتها عام 2014، وتطورت الفكرة خلال السنوات الماضيَّة، وتم تكوين فريق عمل من ثلاثة طلاب ماجستير بقسم النانوتكنولوجى فى جامعة النيل تحت إشرافها هم هانى شبيب، ومروة فيصل، وأمل الحسينى.
قالت دكتورة إيرين سامى: (إن المادة الطبيعيَّة المُستخرجة من القشريات مُتعارف عليها، ويستخدمها العديد من الباحثين فى نفس المجال لتصنيع منتجات مختلفة من ضمنها الأدويَّة، فذلك ليس الابتكار الذى توصلنا إليه، إنما هو تعزير تلك المادة بمواد طبيعيَّة أخرى لتقويتها، وتحسين خواصها لأن مكونات المواد القشريَّة ضعيفة جدًا)، مُضيفة أن (فريق البحث نجح فى صنع نموذج مبدئى باستخدام المادة الطبيعيَّة الموجودة فى قشر الجمبرى بعد ستة أشهر من بدء مشروعهم، بتعاون مشترك بين جامعتى النيل المصرية ونوتنجهام البريطانيَّة، وتمويل من صندوق العلوم والتنميَّة التكنولوجيَّة، التابع لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، والمجلس الثقافى البريطانى فى مصر).
مُخلَّفات قشر الجمبرى فى مصر
السر وراء اختيار فريق البحث لقشر الجمبرى تحديدًا، رغم أن هناك قشريات أخرى يستطيع استخراج نفس المواد الطبيعيَّة منها؛ هو مَدُّهم بأرقام وإحصائيات عن كميَّة مخلفات قشر الجمبرى الموجودة فى مصر، حيث إن تلك الإحصائيات التى أخبرتهم بها وزارة الصناعة والتجارة تشير إلى وجود 38 ألف طن مُخلَّفات قشر جمبرى فى العام الواحد بمصر، هذه النسب العاليَّة كانت الدافع الأول لتحويل شىء يُصنَّف كمُخلَّفات إلى منتجات مفيدة غير مُضرة بالبيئة المحيطة بالإنسان، حيث إن الهدف الرئيسى للمشروع هو (تدوير المخلفات).