بي بي سي
اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الملفات والموضوعات المهمة ونطالع
نشرت صحيفة ديلي تلجراف تقريرا من بيروت كتبته، جوزي إنسور، عن الغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية السورية على محافظة إدلب آخر معاقل المعارضة المسلحة في البلاد.
وتقول جوزي إن شدة القصف على محافظة إدلب جعل السكان يرسمون مخططات عن مكان نومهم في بيوتهم ويعطونها للجيران حتى يتمكن المسعفون من انتشالهم من تحت الأنقاض بسرعة.
وتذكر الصحفية أن القوات الحكومية تسعى للسيطرة على آخر وأكبر معاقل المعارضة المسلحة وتشن لذلك حملة عسكرية توصف بأنها الأشرس منذ اندلاع النزاع المسلح في البلاد.
وتفيد الأمم المتحدة بأن نحو 100 ألف شخص هربوا من جنوبي إدلب وحماة في غضون أسابيع قليلة.
وتنقل الكاتبة عن أحمد الشيخو، أحد المسعفين، قوله إن الظروف في إدلب اليوم أسوا بكثير مما كانت عليه في حلب، إذ تضاعف القصف يوميا خاصة على الضواحي الجنوبية. ويضيف: "لا يمكنني إلا أن اصفها بسياسة الأرض المحروقة، فقد شاركت مع فريقي في العديد من المهمات في الأيام الأخيرة، عندما قضت قنبلة كبيرة على 31 شخصا أغلبهم نساء وأطفال".
وتضيف الصحفية نقلا عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها سجلت مقتل 120 مدنيا بينهم 33 طفلا و25 امرأة منذ بداية الحملة العسكرية. في نهاية ديسمبر/ كانون الأول، وأن أكثر من ثلثي النازحين يعيشون في مخيمات عشوائية على الحدود التركية.
أما الذين لا يسعفهم الحظ في الوصول إلى المخيمات فينامون في العراء لا شيء يقيهم من البرد القارس. ويحاول المئات منهم التسلل إلى الأراضي التركية يوميا.
وتشير الصحفية إلى أن تركيا تعمل مع روسيا وإيران من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سوريا، ولكن وزير الخارجية التركي، مولود غاويش أوغلو يقول إن الحملة العسكرية على إدلب تبدد جهود الحل.
ويضيف أن "هذه ليست مجرد غارات جوية. النظام يزحف نحو إدلب. إذا كان هدفهم دفع فصائل المعارضة المترددة لحضور اجتماع سوتشي، فإن ذلك ستكون له نتائج عكسية".
ونشرت صحيفة الجارديان مقالا افتتاحيا وصفت فيه ما يحدث في تونس بأنها "ثورة تكرر نفسها".
وتقول الصحيفة إن "تونس بدات تشعر وكأنها في عام 2011. عندما فجر رجل أضرم النار في نفسه انتفاضة كانت بداية للربيع العربي، الذي أدى إلى سقوط الرئيس زين العابدين بن علي. وبعد سبع سنوات من رحيل الديكتاتور، عاد التونسيون إلى الشارع احتجاجا على إجراءات التقشف ورفع الأسعار".
وترى الغارديان أن تونس قد تبدو للبعض بلدا صغيرا لا يملك ثروات طبيعية ولا قوة سكانية تجعله يشد اهتمام العالم، ولكنها منذ 2011 أخذت الأضواء من جميع الدول العربية الأخرى لأنها نجحت في بناء مؤسسات ديمقراطية ووضعت دستورا ليبراليا.
وتضيف أن المكاسب التي حققتها تونس لم تكن سهلة، ولا هي مضمونة. فالحكومات المتعاقبة كلها فشلت في تحقيق ما يصبو إليه التونسيون من حكومة منتخبة. والاقتصاد في ركود غير قادر على توفير مناصب العمل. كما تعرضت السياحة، وهو المصدر الأساسي للعملة الصعبة في البلاد، إلى ضربة موجعة بسبب الهجمات الإرهابية.
وتشير الصحيفة إلى أن تونس اضطرت إلى اقتراض 2.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، الذي فرض على الحكومة إجراءات التقشف برفع الأسعار وخفض النفقات، التي أدت إلى الاحتجاجات الشعبية.
وتذكر الصحيفة الإنجازات الكبيرة التي حققتها تونس منذ 2011، إذ جعلت الأعداء السياسيين يتصالحون، وحولت حزب النهضة الإسلامي إلى حزب مندمج في سياسة البلاد. وهذا إنجاز معتبر، حسب الصحيفة، بعد 22 عاما من الدولة البوليسية.
فقد قررت حركة النهضة، من أجل البقاء، حل الائتلاف الحاكم في عام 2013 بعد تنامي الغضب الشعبي بشأن الثغرات الأمنية وعدم الاستقرار الاقتصادي، فجنبت بذلك البلاد مواجهة بين الإسلاميين والعلمانيين، الذين أصبحوا هم في السلطة يواجهون الاحتجاجات.
وتقول الغارديان إن الشارع العربي في تونس "أسقط الدكتاتور، وبإمكانه أيضا أن يسقط الديمقراطيين".
ونشرت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا عن إلغاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لزيارته الرسمية لبريطانيا، ووصفتها بأنها فرصة ضائعة.
وتقول الصحيفة إن ترامب وجد في زيارته للسعودية البساط الأحمر وحفاوة الاستقبال والفخامة والترويج لصورته مع الملك سلمان والشعارات الرنانة. وهذه هي الزيارات التي يحبها الرئيس الأمريكي، حسب التايمز، ويحرص عليها.
وتضيف أنه لم يكن ليجد ما يروق له لو أنه زار لندن لافتتاح سفارة الولايات المتحدة الجديدة. فربما قابله الناس بالاحتجاجات وقابلته رئيس الوزراء بصرامتها المعهودة.
وترى الصحيفة أن ترامب ألغى زيارته لبريطانيا لهذه الأسباب، وليس للأسباب التي ذكرها في حسابه على موقع تويتر. وتضيف أن الانتقادات التي تعرض لها من عمدة لندن، صديق خان، هي ايضا كان من العوامل التي جعلته يتراجع عن الزيارة. كما أنه كان يتوقع استقبالا فاترا في قصر ويندسور، جعله يفقد حماسه للقيام بهذه الزيارة.
وتقول التايمز إن هذا التحول أمر مؤسف لأن الظروف الحالية تحتم على زعماء البلدين تعزيز علاقتهما من أجل حماية أهدافهما الاستراتيجية المشتركة.