وام
اهتمت افتتاحيات صحف الامارات الصادرة صباح اليوم بمخرجات القمة الخليجية في الكويت والتي أكدت على الثوابت الأساسية في مسيرة مجلس التعاون وضرورة دعمها وتعزيزها والتركيز على مواجهة التحديات المحيقة بالمنطقة خاصة من حيث التدخلات الإيرانية المهددة للأمن والاستقرار مع الاشادة بعمل التحالف العربي لإنقاذ اليمن الشقيق.
وقالت ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي انطلق بمساعٍ تاريخية إماراتية وضع في الاعتبار المتغيرات والأحداث واستشراف المستقبل حيث أظهرت التجارب فاعليته وأهميته لتجنيب دول المنطقة الهزات والآثار السلبية مهما كانت الأحداث العاصفة في المنطقة برمتها قوية ..مؤكدة ان قطر وساستها أصغر بكثير من الاعتقاد أنهم قادرون على التأثير على مسيرة المجلس .
كما ركزت الصحف على اعتزام الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس ونقل سفارتها اليها .. وقالت انها خطوة أمريكية كبيرة الى الخلف وخطأ قاتل بحق المنطقة والولايات المتحدة وتجاوز لكل الخطوط الحمر.
وواصلت الصحف الاهتمام بالمنعطف المصيري الذي يمر به اليمن حاليا بعد اغتيال ميليشا الحوثي الإرهابية الرئيس السابق علي عبدالله صالح غدرا والتمثيل بجثته.
فتحت عنوان " قمة الكويت تؤكد الثوابت " ..قالت صحيفة "الوطن" : أتت قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدورة الـ38، التي استضافتها الكويت أمس، لتؤكد الثوابت الأساسية في مسيرة مجلس التعاون وضرورة دعمها وتعزيزها والتركيز على مواجهة التحديات المحيقة بالمنطقة خاصة من حيث التدخلات الإيرانية المهددة للأمن والاستقرار، والمخالفة لجميع قواعد القانون الدولي، وضرورة وقف هذه السياسة العدوانية التي تنتهجها طهران وتعكس نواياها بالتوسع والتدخل في شؤون دول الجوار، كما أتى التأكيد في مناسبة جديدة على ضرورة إنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، مبينة في الوقت نفسه أن الأمن الخليجي كلٌ لا يتجزأ وضرورة حمايته وتحصينه، ومشيدة بعمل التحالف العربي لإنقاذ اليمن الشقيق من المخططات التي تحاول إيران عبر أذرعها زجه فيها.
وأضافت ان القمة جاءت باستضافة كريمة من دولة الكويت الشقيقة، وبرئاسة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي يحظى بتقدير واحترام كبيرين لمواقفه التاريخية الأصيلة وحرصه الشديد على مسيرة التعاون لدول الخليج العربي وضرورة إعطاء الزخم المناسب ليبقى المجلس حصناً لدول المنطقة ..مشيرة الى ان إدارة القمة وتأكيد ثوابتها وبيانها الختامي كانت موقفاً مشرفاً يحسب للأشقاء في الكويت، خاصة من ناحية تأكيد القمة على "ضرورة الحفاظ على المنظومة الخليجية الطموحة والحرص على تماسكها وتضامن وتكاتف دولها وترسيخ مرتكزات الشراكات الاستراتيجية".
وقالت ان الموقف الكويتي الأصيل أكده بدوره معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بقوله " قمة خليجية ناجحة في الكويت بقيادة حكيمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، رؤيته وحرصه على مجلس التعاون ملهم وواقعي، له حب ومودّة وتقدير الإمارات حكومة وشعبا".
وأكدت الصحيفة ان مسيرة مجلس التعاون قناعة راسخة بأهميتها وضرورة استمرارها، وهي تأتي لتحقيق تطلعات شعوب دول الخليج العربي وانطلاقاً من روابط المصير المشترك الذي يجمع بين دوله، وهي رسالة للعالم بأن هذا التكتل الذي انطلق بمساعٍ تاريخية إماراتية وضع في الاعتبار المتغيرات والأحداث واستشرف المستقبل، وكانت للجهود المباركة التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الفضل الكبير ليرى هذا المجلس النور، وطوال عقود بينت التجارب فاعليته وأهميته لتجنيب دول المنطقة الهزات والآثار السلبية مهما كانت الأحداث العاصفة في المنطقة برمتها قوية، وهذا بحد ذاته إنجاز تعمل عليه جميع التكتلات الكبرى عالمياً، وبالتالي لا بديل عن تقوية هذا الحصن الشامخ وتعزيز دعائمه ومواجهة كل محاولة للتأثير أو التشويش على دوره الرائد إقليمياً وعالمياً.
كما أكدت ان قطر وساستها أصغر بكثير من الاعتقاد أنهم قادرون على التأثير على مسيرة التعاون، ولابد أن قمة الكويت بينت لـ "نظام الحمدين"، أن هناك دولاً وقيادات ترعى مسيرة التعاون وحريصة عليها كل الحرص وستحمي هذه المسيرة المباركة خاصة أن الزمن والتاريخ بين أهميتها وقوتها، ومن هنا فإن محاولات قطر لأي مناورة جديدة محكومة بالفشل التام، وطريقها للخروج من أزمتها التي اختارتها بنفسها معروف ومحدد، وهو الالتزام بالمطالب الـ13 كاملة، وإلا فلن يكون لجميع محاولاتها أو مناوراتها أي نتيجة سوى الخيبات.
وقالت "الوطن" في ختام افتتاحيتها " ستبقى مسيرة التعاون تعزز أمن وسلامة واستقرار دول المنطقة وتعمل في كل وقت على تحقيق الأهداف النبيلة التي انطلقت لأجلها.. وفي كل محفل موقف ستكون دائماً دول المجلس ومصلحة شعوبها في صدارة الأولويات بهمة قيادات خليجية تعي جيداً أهمية المجلس وضرورة العمل على تحقيق أهدافه".
من ناحيتها وتحت عنوان " خطوة أميركية إلى الخلف " قالت صحيفة "الاتحاد" : لا شك في أن قرار أو اعتزام الإدارة الأميركية نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، ينطوي على إخلال كبير بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية التي أكدت حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس.
وأكدت الصحيفة ان هذا أمر يثير قلق الإمارات والدول العربية والإسلامية، لأنه سيُفقد الولايات المتحدة صدقيتها كوسيط نزيه في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وسيخلط الأوراق المخلوطة أصلاً، ولا يراعي التعقيدات والتداعيات الخطيرة المترتبة على هذا القرار ..مشيرة الى ان العرب أكدوا مرارا أن السلام خيارهم الاستراتيجي، وأن حل الدولتين هو المخرج من هذه الأزمة الطويلة وكل ذلك، مع عدم المساس بالثوابت وأهمها على الإطلاق مسألة القدس.
ودعت "الاتحاد" الإدارة الأميركية التي تقول إنها تعد صفقة القرن لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل الى أن تعيد قراءة الموقف مرة أخرى وبعناية لأن هذا القرار أو هذا العزم خطوة أميركية كبيرة إلى الخلف.
بدورها أكدت صحيفة "الخليج" ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يرتكب خطأ قاتلا بحق المنطقة وبلاده لو اعترف بمدينة القدس عاصمة لـ "إسرائيل" حتى إن لم يقر بنقل سفارة الولايات المتحدة إليها من باب التخفيف من آثار قراره لأنه يكون قد بلغ حداً في التماهي مع المشروع الصهيوني لا يمكن السكوت عنه إذ يتجاوز كل الخطوط الحمر التي لم يجرؤ أي رئيس أمريكي من قبله على تجاوزها لأن كل الرؤساء الذين سبقوه كانوا يرجئون اتخاذ مثل هذا الخطوة تحسبا لردود الفعل، وخوفاً من تداعياتها، وإدراكاً لمخاطر غير محسوبة.
وقالت الصحيفة تحت عنوان " لو فعلها ترامب " : لم يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بعد بشأن الاعتراف بمدينة القدس العربية المحتلة عاصمة لـ "إسرائيل"، هذا ما قاله جاريد كوشنر، صهر ترامب، خلال مؤتمر سنوي نظمه معهد بروكنجز للأبحاث يوم أمس الأول .. هذا الكلام جاء بعد أن أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن ترامب سوف يعلن القرار المنتظر اليوم الأربعاء.
وأضافت ان كوشنر لم يحدد متى سوف يعلن ترامب القرار، لكنه "لا يزال يدرس الكثير من الحقائق المختلفة، وحينما يتخذ قراره سيكون هو من يبلغكم به، وليس أنا" .. وهذا معناه أن ترامب يناقش، ويتداول، ويدرس التداعيات، وما يمكن أن يكون عليه الوضع في الشرق الأوسط، وتأثير قراره في علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية، وأيضاً مع الدول الإسلامية وكذلك رد فعل الشعب الفلسطيني، بل وانعكاس القرار على الداخل الفلسطيني، وارتباط ذلك باحتمال تصاعد الموقف مع سلطات الاحتلال.
وقالت " لو فعلها ترامب سوف تتغير الكثير من المواقف بحكم العلاقة الدينية والروحية والتاريخية التي تربط مدينة القدس بالعرب والمسلمين، لأن لا نظام عربي، أو مسلم يستطيع أن يبلع، أو يسكت عن هذه الإهانة، والتسليم بيهوديتها، مهما كانت درجة تحالفه، أو صداقته مع الولايات المتحدة، لأن القدس ليست مدينة عادية للمسلمين والمسيحيين، فهي مدينة الإسراء التي صعد منها الرسول العربي الكريم إلى السماء، وهي مدينة المسجد الأقصى ثاني القبلتين وثالث الحرمين، وهي مدينة السيد المسيح حيث كنيسة القيامة ، وهي بهذا المعنى تحمل كل قيم ومعاني القداسة والإيمان والاتصال والتلاقي بين أعظم دينين، ورسولين، ورسالتين ".
وأضافت " إذا ما أعلن ترامب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" فهذا معناه أنه بلغ جرأة متناهية في إشهار العداء للمسلمين والمسيحيين، وانتهك بفظاظة غير معهودة قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر مدينة القدس محتلة، ولا يجوز تغيير معالمها، أو المساس بواقعها التاريخي، والديني، والجغرافي".
واختتمت "الخليج" افتتاحيتها بالقول " لعل بعض العقلاء من حول ترامب ينصحونه بالتروي والتعقل، وعدم الانجراف وراء اللوبي الصهيوني الذي يعمل لمصلحة إسرائيل أولاً، من دون إيلاء أي اهتمام بمصلحة الولايات المتحدة".
وحول اليمن قالت صحيفة "البيان" انه يمر الآن بمنعطف مصيري، حيث أسقط الإرهاب الحوثي آخر الأقنعة عن وجهه الحقيقي، ليؤكد انتماءه لأعداء الأمة العربية، وليتضح أمام الجميع أن صنعاء تحت "الاحتلال الإيراني"، وباغتيالهم علي عبدالله صالح قطع الحوثيون ما تبقى من خيوط تربطهم بالشعب اليمني، وأظهروا حقيقة كونهم مجرد ميليشيات إرهابية توجّهها طهران.
وأوضحت الصحيفة تحت عنوان " إرهاب الحوثي يكشف وجهه " ان الحوثيين استشعروا هذا المصير الذي ينتظرهم قبل اغتيالهم لعلي صالح بأيام قليلة، عندما فك تحالفه معهم وانتفض ضدهم وضد ظلمهم وعمالتهم وولائهم لإيران، مؤكداً بأنهم سبب كل مشاكل اليمن ومصائبه، عندها تيقن الحوثيون انكشاف حقيقتهم أمام الجميع، وبأن الأرض تهتز تحت أقدامهم، وبأن نهايتهم اقتربت، فاضطروا للكشف عن وجههم الحقيقي وطبيعتهم الإرهابية وقتلوا الرئيس اليمني السابق ليتخلوا بذلك عن أي مرجعية تربطهم بالشارع اليمني مقابل إعلائهم لمصالح إيران التي تحركهم، ومن دون أي مبالاة بمصالح الشعب اليمني.
وتابعت " بفضح الحوثيين حقيقة عمالتهم لإيران بلا حياء، لن يأمن لهم اليمنيون وأنصار الراحل صالح بعد ذلك، بل سيشعرون أنهم، بعد غدرهم بحليفهم السابق، باتوا في صنعاء بمثابة رهائن عند الحوثي، ناهيك عن أن أتباع المغدور لن يتركوا ثأرهم ممن اغتال زعيمهم".
وقالت "البيان" في ختام افتتاحيتها " لقد بات واضحاً أنه باغتيال علي صالح فإن العملية السياسية في اليمن ماتت هي أيضاً وأصبح من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، إحياؤها، حيث إن هذه العملية مفترض أن تكون بين أطراف يمنية ذات مرجعية شعبية، والإرهابيون الحوثيون باغتيالهم صالح قطعوا صلاتهم بالشعب اليمني وباتوا عملاء مكشوفين لإيران لا يجوز التفاوض معهم".