كتبت : نهــاد ناجـى
مسجد البوصيري هو مسجد يقع بمدينة الإسكندرية على شاطيء البحر بحي الأنفوشي في منطقة ميدان المساجد في مواجهة مسجد المرسي أبو العباس ويأخذ نفس الشكل المعماري تقريباً .. وقد كان المسجد قديماً زاوية صغيرة حتى شيد المسجد الحالي عام 1274هـ ( 1858م )
لم يشتهر أحد في مجال مدح خير البرية صلي الله عليه وسلم مثلما أشتهر الإمام شرف الدين البوصيري صاحب البردة الشهيرة... التي فاقت شهرتها شهرة صاحبهاوالتي تعتبر من الفرائد في مدح رسول الله(صلي الله عليه وسلم).. وسار على نهجها الكثيرون من الشعراء الذين جاءوا بعد البوصيري.
وإذا كان للإمام شرف الدين البوصيري مجموعة أخرى من القصائد في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا أنه ارتبط أكثر ما أرتبط بالبردة وارتبطت به " البردة " وأصبحت هذه القصيدة من أهم القصائد التي يتغنى بها المداحون في الليالي الدينية وفي الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وأصبحت ملهمة للشعراء الذين يكتبون شعرهم في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم .
واسم " البردة "هو الاسم الذي اشتهرت به القصيدة كما عرفت أيضاً باسم " البرأة " ويروى أنه سماها " بالبردة " لأنه كان مريضاً فرأي النبي (صلي الله عليه وسلم) وقد حنا عليه وغطاه ببردته أو عباءته ، فشفي بعدها وبرأ من مرضه لهذا سميت أيضاً ”بالبرأة" وتسمي أيضاً "بالميمية" لأن آخر قافيتها حرف الميم والقصيدة أسمها .."الكواكب الدرية في مدح خير البرية" .
يتكون المسجد من مربعين منفصلين
المربع الأول:-
يشمل صحن المسجد وتتوسطه نافورة وتحيط به الأروقة من جميع الجهات
المربع الثاني:-
وبه إيوان القبلة ويؤدي إلي ضريح الإمام البوصيري تعلوه قبة من الصاج والمسجد ومئذنته التي في شكل مسلة يمثلان الطراز التركي في القرن التاسع عشر. وقد شهد المسجد في الآونة الأخيرة تجديدات وتطويرات شملت الجزأين معاً وأيضاً مبني المسجد من الخارج
من هو البوصيري
هو الشاعر الأديب والإمام الصوفي – شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد حماد بن محسن – الملقب بالبوصيري نسبة إلي مدينة بوصير بصعيد مصر والذي عاش في الفترة من (1213 م –1295) م)
ينتمي أسلافه إلي فرع من قبيلة صنهاجه ببلاد المغرب والذين نزح بعضهم إلي مصر واستقروا بها
ولد الإمام البوصيري في أول شوال سنة 608هـ (1213م) ببلدة دلاص حيث نشأت أمه وشب في بوصير – وهي قرية قديمة بين الفيوم وبني سويف – وكان منها أبوه ولذلك أنتسب إليها فسار يعرف " البوصيري"
وبعد ذلك نزح منها في صباه واستقر في القاهرة ، وتلقي في أحد مساجدها الصغيرة بعض العلوم الشرعية واللغوية وقد كان البوصيري فقيراً ولكنه كان يحسن الكتابة وله خط جميل فاشتعل فترة في كتابة شواهد القبور .. ثم التحق بوظيفة كاتب للحسابات بمدينة بلبيس بالشرقية وهناك أمضي بضع سنوات في الوظيفة لكنه لاقي منها الكثير من المتاعب .. فصور ما رآه فيها من انحرافات ووشايات واستغلال للسلطة في بعض أشعاره
غادر الشرقية عائداً إلي القاهرة وافتتح كتّاباً لتعليم الأطفال ولكنه عاني أيضاً في هذا الكتّاب وسطر هذا في شعره أيضاً وأخيراً جاء إلي الإسكندرية واستوطنها حتى آخر حياته وعاصر في حياته عدداً من سلاطين المماليك ومنهم الظاهر بيبرس .. وفي الإسكندرية عرف الإمام البوصيري شيخ الإسكندرية وعالمها الجليل أباالعباس المرسى ولازمه وأقبل على طريقه الصوفي وتتلمذ على يديه
ويقول على مبارك في خططه-
" كان البوصيري وابن عطاء الله السكندري تلميذين لأبي العباس المرسى – فخلع على البوصيري لسان الشعر ، وعلى ابن عطاء الله صاحب الحكم لسان النثر ولازم البوصيري أستاذه وأخذ عنه ومدح رسول الله عليه الصلاة والسلام وذاع صيته وملأت قصائده الآفاق .
توفي البوصيري بالإسكندرية عام 694هـ (1295)م