أكد الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء مؤسسة مونيتور العربية ومؤسسها أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخذ خطاً جدياً في الإصلاح، وأنه بات يرى أثر هذا الإصلاح في مصر، مشيداً بالمشروعات القومية التي تشارك فيها القوات المسلحة.
وقال إن الرئيس السيسي يبذل أقصى ما يمكن فعله، حيث يفتح قلبه للشعب وللشباب خاصة، لافتًا إلى أن مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود أوصى أبنائه بمصر، مؤكداً أن مصر في قلب كل سعودي، وأن الشعب السعودي أيضا في قلب كل مصري, موضحاً أن زيارته لمصر لا ترتبط بوقت محدد أو طبيعة نشاط بعينها، لأنها بلده الثاني، موضحاً أن وجوده في مصر هذه الفترة يرتبط بدور مؤسسة مونيتور, وهي مؤسسة أهلية هدفها تنمية الوعي لدى الأطفال والشباب وفي تقييم ورعاية الجانب الاجتماعي للأفلام الوثائقية.
ونفى تركي أن تكون السعودية كانت قد بدأت أو كانت طرفاً أو سبباً في الخلافات القائمة بالمنطقة، سواء مع قطر أو الانقلابيين في اليمن أو غيرهم، مشيراً إلى أنها دائماً ما كانت مستهدفة، وأنه من حقها دائماً أن تتخذ كافة الإجراءات الدفاعية والوقائية اللازمة، وأن علاقتها مع دولة قطر كانت مميزة مثل باقي الدول، إلا أن قطر بدأت مسيرة استهدافها للسعودية منذ أكثر من 20 عاماً تقريباً، حيث توافرت كل عناصر الاستهداف، وهي المزج بين التخطيط والتدبير والتنفيذ، الأمر الذي أدى لاتخاذ قرار بوقفة حاسمة من قِبل المملكة لإزالة أسباب هذا الاستهداف.
ووصف قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة بأنه مرحلة من مراحل تطور مجتمع يتطلع إلى التميز والانطلاق، حيث تولي المملكة اهتماما كبيرا بالشباب من مختلف الفئات العمرية، وتعمل على تلبية مطالبهم وطموحاتهم بالشكل الأنسب، حيث تزيد نسبتهم في المجتمع السعودي عن 60% وأغلبهم من الفئة العمرية الأقل من 25 سنة، وأصبح تفكيرهم وطموحهم ونظرتهم للعالم مختلفة مثل باقي الشباب في جميع دول العالم.
ورأى الأمير تركي بن طلال أن التطور الكبير الذي يشهده المجتمع السعودي في الفترة الحالية هو بداية حقيقية نحو تطبيق خطة شاملة ومتكاملة لنهوض المجتمع، وأن اتخاذ قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة جاء حينما وجدت السلطة الوقت المناسب لتنفيذه ضمن خطة التنمية، موضحاً أن القرار لم يكن مفاجأة لقادة المملكة التي تطمح إلى كل تجديد وتطوير، وأن توقيت اتخاذه في الوقت الراهن كان مفاجأة سارة للجميع، وجاء في ظل تنفيذ خطة انتقال المملكة لتكون في مكان أكثر تميزاً، معربًا عن توقعه بأن تكون هناك قرارات أخرى جديدة تعود بالنفع على المملكة وعلى المواطن السعودي.
وأضاف أن عدم وجود الفكر العربي أدى لما أطلق عليه "الربيع العربي"، وأن الحُكم في ذلك الوقت لم يكن رشيداً بالفعل، وأن إسرائيل كانت المستفيد الوحيد مما حدث في العالم العربي من أحداث ساخنة، مؤكداً أن توحيد الدول العربية أقرب للحلم والأمنية الصعب تحقيقها في الظروف الحالية، وأن البديل لتحقيق التكامل هو التحالفات الثنائية في مجال الاقتصاد، على سبيل المثال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، ومشروع إنشاء جسر بين البلدين، والتكامل مع دول الخليج في أمور متعددة.
وأشار تركي إلى أن المنطقة العربية مستهدفة منذ القدم منذ الهكسوس وحتى فكرة "ولاية الفقيه التوسعية القائمة حالياً"، مشدداً على ضرورة مواجهة هذا الاستهداف بكل حسم، بجانب التحصين من الأفكار الإجرامية، والقضاء على بذور وأسباب ظهور داعش والقاعدة وغيرهما.
وتابع أنه من الظلم أن يُنظر إلى المملكة السعودية على أنها دولة بترولية، وإلى الشعب الخليجي والسعودي باعتباره مجتمع بترولي فقط، واصفاً قرار القيادة بتقليل نسبة الاعتماد على البترول وتنويع موارد الدولة بالقرار الاستراتيجي الحكيم، وأنه يجب الاعتماد على تطوير العامل البشري، لأنه المحرك الأساسي، وبدون تنمية مهاراته ستظل كل هذه الموارد عبئاً على كاهل المملكة.
وحول القضية الفلسطينية، أكد الأمير تركي بن طلال أن التوافق الفلسطيني هو الخطوة الأولى أمام أي حل، معرباً عن اعتقاده أن الحل سيكون لدينا بوجود الإدارة الأمريكية الحالية والقيادات العربية السعودية والمصرية وأي دول أخرى داعمة للسلام.