قام مؤخرا العديد من العلماء بدراسة تأثير البروبوليس (صمغ النحل) على البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للمثيسلين كشفت عن معلومات مذهلة حول هذا المنتج الذي ينتجه النحل.
صمغ النحل يتكون من شموع، نسبة كبيرة من المواد حمضية، كالسيوم و زيوت أثيرية عطرية، فيتامينات ومعادن وبروتينات. ويسمى صمغ النحل وعكبرالنحل والبروبوليس وقد استخدم قديمًا في الطب الشعبي.
وقد بينت الدراسات أن له تأثيرا على البكتيريا موجبة صبغة جرام وبعض بكتريا سالبة جرام وعلى البكتيريا الهوائية واللاهوائية. وبالرغم من أن تركيب البروبوليس يختلف اعتمادا على المصدر النباتي التي تغذت علي رحيقه النحلة وكذلك على المنطقة الجغرافية إلا هذه الأنواع المختلفة أظهرت نشاطا متشابها ضد الميكروبات.
وفي الدراسة الحديثة فقد تم عزل 40 نوعا من البكتيريا العنقودية من الحالات السريرية لمرضى وتم اختبار مدى حساسية البكتيريا للمضاد الحيوي oxacillin والعديد من المضادات الحيوية الاخرى باستخدام طريقة الانتشار. ومحصلة هذه الدراسه أن 28 منها كان عبارة عن بكتيريا مقاومة للمثيسلين بينما تللك التي لم تكن مقاومة لهذا المضاد الحيوي اوضحت مقاومة كبيرة للمضادات الحيوية الأخرى.
وتم أيضا تقييم النشاط الميكروبي للمستخلص من الصمغ بالإيثانول ومقارنته بالمضادات الحيوية ومدى فعاليتها في مقاومة البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للمثيسلين.
أوضحت النتائج أن مستخلص البروبوليس يمتلك نشاطا ضد البكتيريا التي تم عزلها. وبتضافر تأثير البروبولس وأدوية المضادات الحيوية معمليا أظهرت تأثيرا قويا على هذه البكتيريا MRSA. يشار إلى أن البروبوليس يساهم في عمل إيقاف لحركة البكتيريا عبر ايقاف نقل الاشارة عبر الخلية البكتيرية لاحتوائه على مكونات مضادة للأكسدة مثل flavonoids ومواد حمضية مثل cinnamic.
إن هذه الدراسة التي نشرت حديثا في مجلة Main Group Chemistry للعام تكشف عن مدى تضافر الجهود التي يبذلها العلماء لإيجاد الحلول المناسبة التي من الممكن أن تساهم في التقليل من خطورة البكتيريا والتغلب على إمراضيها وتفتح آفاقا مستقبلية للتفكير بشكل جدي والنظر لأهمية المكونات الطبيعية من حولنا.