كتبت: ايمان سليمان

منذ  ثورة  30 يونية 2013 ومصر فى مواجهة حادة مع مصادر تهديد متعددة لأمنها القومى وهو الامر الذى هدد حياة المواطنين واقتصاد الوطن . وإلى جانب جهود الشرطة وتضحياتها الكبيرة وقع  العبء الاكبر على القوات المسلحة فى ايقاف هذه التهديدات باعتبارها  خط الدفاع  الاول عن الامن القومى .

ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر فى العام 2014 بدت الحالة الامنية تأخذ طريقها نحو التحسن مقارنة بالعام السابق عليه وصولا إلى وضع أكثر استقرارا مع مرور عامين على رئاسة الرئيس السيسى . وساهمت فى ذلك الاجراءات الامنية الصارمة التى تقوم بها  القوات المسلحة و قوات الشرطة المصرية من تفتيش و تامين للبلاد على اعلى مستوى خصوصا المنشأت الهامة و المرافق العامة لحماية المواطن المصرى من اى خطر يهدد حياته. إضافة إلى اصدار قانون الارهاب وقانون تنظيم التظاهر اللذان حدا من عمليات العنف الداخلى التى طالما سعت إليها جماعة الاخوان الارهابية.

وتوزعت التهددات التى تتعرض لها البلاد ما بين  تهديدات داخلية وتهديدات خارجية فى مواجهة الشرطة المدنية ورجال القوات المسلحة التى قامت بدورها فى صد كل هذه المخاطر؛ حيث تم القبض على الكثير من الخارجين عن القانون و ايضا تم ضبط الكثير من الاسلحة النارية و القنابل و المدافع الرشاشة التى كانت ستستخدم فى ارهاب المواطنين و التى كانت قد انتشرت ابان 25 يناير 2011 و حتى 2013 حيث كانت البلاد فى حالة فوضى عارمة, و بدأت تقل بنسبة كبيرة الان.

وسعت أطراف خارجية  إلى خلق نوع  من (الفوضى الخلاقة) داخل المجتمع المصرى عن طريق نشر الفتن التى تؤدى الى الوقيعة بين الشعب و قواته المسلحة و الشرطة وايضا عن طريق  نشر الارهاب بين فئات الشعب بهدف زعزعة الامن القومى  وخلق حالة من عدم الاستقرار خاصة على الصعيد الأقتصادى وكلها أمور لم تكن غائبة عن وعى غالبية الشعب المصرى الذى لم يستجب كل هذه الحملات التى استغلت ما يعرف بحروب الجيل الرابع .

ولم توفر قواتنا المسلحة جهدا خلال العامين المنصرمين من رئاسة السيسى فى تأمين الحدود الغربية مع ليبيا التى تعانى من سيطرة الجماعات الارهابية على غالبية مناطقها منذ انهيار نظام العقيد القذافى قبل أعوام ؛ وكذلك الحدود الشرقية والحدود الجنوبية الشرقية والممرات المائية وامتداداتها وصولا إلى  مضيق باب المندب بوابة العبور الجنوبية وصولا لقناة السويس اهم معبر ملاحى على مستوى العالم .

ولتحقيق التامين لهذا المضيق الحيوى فى ظل التهديدات الاقليمية اتخذ  الرئيس السيسي قرار مشاركة الجيش المصرى مع قوات التحالف العربية فى الحرب فى اليمن لحماية مضيق باب المندب من الارهاب الذى ساد فى هذه المنطقة ؛ اضافة إلى أهداف اخرى جيوسياسية .

ودخلت قواتنا المسلحة فى حرب ضروس مع عناصر الجماعات الارهابية فى شمال شرق سيناء حيث الحدود مع قطاع غزة والانفاق غير الشرعية التى تستخدم فى العمليات الارهابية والحدود الدولية مع اسرائيل . وقامت قواتنا المسلحة بعملية كبرى لتطهير هذه المنطقة من فلول الارهاب اطلق عليها عملية حق الشهيد والتى قتلت فيها المئات من عناصر الارهاب التى ارتبطت بتنظيم داعش اعلاميا كما تم تدمير الانفاق المستخدمة فى تهريب السلاح والارهابين من وإلى قطاع غزة .

ووبالنظر إلى مصادر تهديد امننا القومى جنوبا وبخاصة منابع النيل فان الرئيس السيسى خطى خطوات دبلوماسية وصولا لتسوية لازمة سد النهضة على النيل الازرق حيث تم التوقيع على اعلان مبادىء ثلاثى مصرى اثيوبى سودانى وجارى العمل على الحل دبلوماسيا فى الوقت الراهن سعيا لعدم الاضرار بحصة مصر من مياه النيل مصدر الحياة للمصريين.

ويظل اخطر ما يواجه مصر فى المرحلة الحالية الارهاب العابر للحدود الذى يؤثر بشكل مباشر على امن واستقرار الدولة، ولذا أخذت القوات المسلحة على عاتقها تطهير الاراضى المصرية من تلك الجماعات فى الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، ومحاصرتها  والقضاء عليه وخاصة فى سيناء والمنطقة الغربية.

ولا توجد دولة فى العالم تستطيع ان تدعى بانها انهت الارهاب وجل ما تستطيع القيام به هو مواجهته بشكل دائم على كافة التصعيد ووضع تهديده تحت السيطرة وهو أمر يمكن القول بان مصر فى عهد الرئيس السيسى استطاعت  تحقيقه بما يحقق امن المواطنين وعدم التأثير على الحياة الاقتصادية فى البلاد.