كتبت : نهى سعيد
تحدّث القرآن العظيم عن العديد من الحقائق العلمية والكونية قبل أن يكتشفها العلم الحديث بأربعة عشر قرناً! ومنها قضية الأضحية التى تعد من شعائر الإسلام العظيمة، وهى من أعظم القربات والطاعات.
والأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام في يوم النحر وأيام التشريق تقرباً إلى الله تعالى ، وهي عبادة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : {فصل لربك وانحر } ( الكوثر 2) .
والذبح (ZABH) يمكن وصفه بأنه الوسيلة الإنسانية والصحية لقتل الحيوانات من أجل الغذاء وهي في مضمونها العام تختلف عن وسيلة الذبح الإسلامي وشروط تحقيقها للأهلية.
فوسيلة الذبح الحلال (ZABH Halal) هي طريقة إنسانية ، نزف دموي شبه كامل وبدون الم ينتج عنها نوعية عالية من اللحوم ذات مذاق حسن, وهي أمر الهي محدد الآلية والأسلوب وليس من اختراع البشر, فالذبح المرفق بذكر اسم الله عند الذبح هو ذبح إسلامي.
وتقابل كلمة ذبح لغويا باللغة الانجليزية كلمة (slaughter), خلافا للذبح الإسلامي، التي هي معرَفة جيدا بأنها أسلوب محدد بأمر الهي، وهي طريقة ذات قواعد ولوائح واجبة الإتباع أي حسب الشريعة.
وقد أبيح الذبح في الإسلام بنص رباني و لم يكن اجتهادا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل كان وما يزال وحيا يتلي إلى يوم القيامة (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ) 3 المائدة.
وتعني ذكيتم أي ذبحتم, و المقصد من وصف ذبح الحيوان بالطريقة التي بينتها السنة النبوية بالتذكية, أي التطييب من الدم الذي يفسد اللحم ويلوثه بالميكروبات والجراثيم الضارة والفاتكة بالإنسان.
و قد أَلِفَ الغرب على تسمية طريقة الذبح الإسلامية أي التي يُذكر اسم الله فيها على الذبيحة بالطريقة المحمدية، أي: أن سيدنا محمداً ابتدعها من عبقريته الشخصية, ولو كان ذلك حقّاً لقال اذكروا اسمي على الذبيحة لا اسم الله.
و الطريقة الإسلامية تقتضي ذبح الحيوان حياً من رقبته من الوريد إلى الوريد، مما يتيح للحيوان حرية الحركة وبالتالي الإدماء الكامل.
أما في الطرق غير الإسلامية للذبح فيقتل الحيوان بدون التسمية أو ذكر الله, وبطرق خاطئة كالخنق بالغاز أو الصعق بالكهرباء أو بإطلاق الرصاص وهذه الطرق تبقي الدم في جسد الحيوان الذي يشكل مرتعا خصبا تنمو فيه الجراثيم المختلفة وهذه الطرق تجعل الحيوان يعاني الألم, مع بقاء نسبة عالية من الدم في الذبيحة.
وهذا الدم عبارة عن وسط نموذجي مثالي لتكاثر الأحياء الدقيقة. وبالإضافة إلى ذلك عندما يتحلل هذا الدم تنتج عنه مركبات سامة في جسم الإنسان.
و من الفروق الجوهرية كذلك بين الذبح الإسلامي وغير الإسلامي, أن الذبح الإسلامي يؤدي إلي عدم الشعور بالألم و كأنه تخدير للذبيحة (Anesthesia), والتخدير هنا كما نفهمه اليوم طبيا هو عدم الشعور بالألم ، أما في الغرب فيلجأون إلي تدويخ أو إغماء الحيوان قبل ذبحه (stunning) وهي شكل من أشكال التخدير البدائية التي مورست في سنوات خلت قبل تقدم وتطور الطب وتم التخلي عنها,
وهذا يؤدي إلى بقاء نسبة عالية من الدم في الذبيحة, و ذلك لفقدانه القدرة علي الحركة العضلية وبالتالي تسبب احتقان الجسم بالدماء.