كتبت : نهى سعيد
طفل اليوم يختلف جذريا عن طفل الأمس فهو أكثر إطلاعا ومعرفة بسبب وسائل الاتصالات المختلفة من قنوات فضائية وانترنت وهواتف نقالة.
فنحن نعيش فى عالم يتعرض فيه أطفالنا لرؤية مشاهد تثير تساؤلاتهم سواء فى التليفزيون، الإنترنت، أو حتى فى الشارع أحياناً.
فكثير من الأفلام، العروض، وأغانى الفيديو كليب (سواء عربية أو أجنبية) تحتوى على مضامين لا تناسب الطفل، فمن الأفضل وضع حدود لما يشاهده الطفل.
كونى موجودة وهم يشاهدون التليفزيون، ولا تتركيهم يشاهدوه فى أوقات متأخرة من الليل.
وينصح المتخصصين بأن الوالدين من الممكن أن يقولا لطفلكما ببساطة: "هذا البرنامج غير مناسب لسنك وهو أمر غير قابل للنقاش".
ويؤكد وا "إن الاستماع إلى أطفالنا وحديثنا معهم لا يعنى ألا تكون هناك قواعد."
لكن يجب أن يعى الآباء أنه بالرغم من القواعد التى يضعونها وبالرغم من إشرافهم جيداً على أطفالهم، إلا أن الطفل غالباً سيرى أو يسمع أشياء من مصادر أخرى مختلفة .
وفى هذه الحالات، يجب على الآباء مناقشة ما رآه أو سمعه الطفل.
على سبيل المثال، إذا شاهد طفلكما فيلم يلطم فيه الزوج زوجته، يمكنكما أن تشرحا لطفلكما أن العلاقة الزوجية يجب أن تقوم على الحب والاحترام ولا يجب أن يعتدى أى من الزوجين على الآخر.
و إذا شاهد طفلك فى التليفزيون عند زيارته لأحد أصدقائه مشهد غرامى بين رجل وامرأة ليسا متزوجين، يمكنكما أن تشرحا له بأن تقاليدنا تقول بأن هذا النوع من التعبير عن المشاعر لا يحدث إلا بين الزوجين، أى أخبراه بقيمكما وتقاليدكما.
أجيبى عن أسئلة طفلك بصدق فأحيانا يفاجئ الأطفال آباءهم فى كثير من الأحيان بأسئلة غير متوقعة.
فيجب عدم تجاهل أسئلة الطفل، وهناك قاعدتان أساسيتان عند الإجابة على أسئلة الطفل فى أى موضوع.
القاعدة الأولى هى عدم الكذب عليه أبداً، لأن الطفل سيعرف فى النهاية أنكما كذبتما عليه وسيشك بعد ذلك فيما تقولانه.
"القاعدة الثانية، هى أن نجيب بأقل إجابة ممكنة، ثم ننتظر، إذا سأل الطفل سؤالاً آخر بعدها، إذن فهو مستعد لأن يسمع أكثر."
إذا سألك طفلك – أو طفلتك – عن التقبيل على سبيل المثال، يقترح بأن تجيبه الام قائلة: "هذا هو أسلوب الناس فى التعبير عن مشاعر الحب بينهم، وهناك بعض الناس قد يفعلون ذلك دون وجود علاقة زوجية ولكننا لا نفعل.
و إذا سألك الطفل إن كنت تفعلين ذلك أنت ووالده، كونى صادقة وقولى "نعم"، فهذا لن يقلل من احترامه لكما.
إن تجنب الرد على الأسئلة المحرجة يجعل الطفل يعتقد أن العلاقة بين الرجل والمرأة حرام وخطأ فى كل الأحوال – وهذا غير حقيقى واعتقاد غير صحى بالنسبة له.
وإذا كانت الام محرجة، فيمكن أن تجيب "أنا أعرف الرد، ولكنى لا أعرف تماماً كيف أشرح لك، ولكنى سأحاول."
وفى حالة إن أنهيت الموضوع مع طفلك وتريدين فتحه مرة أخرى، يمكنك أن تقولى: "عندما سألتنى المرة السابقة، كنت محرجة، ولكن يمكننى أن أجيبك الآن."
على الجانب الآخر، إذا صرخت فى طفلك وأظهرت له أنك مصدومة من السؤال، أو إذا تجاهلتيه عندما يسألك، فهو غالباً لن يسألك مرة أخرى وسيحاول أن يعرف المعلومة التى يريدها من أى مكان آخر.
فى هذه الحالة، لن تكون لديك فكرة عما سيسمعه طفلك وهل هو صواب أم خطأ.
وفى نفس الوقت لن تكون لديك الفرصة لتغرسى فيه قيمك التى تريدينه أن ينمو عليها.
خلاصة القول "الطريقة الوحيدة التى نعرف بها ما يحدث مع أبنائنا وما يشغل بالهم، هى عن طريقهم هم، وذلك بأن يثقوا بنا، ويشعرون بالارتياح الكافى ليأتوا إلينا ويقولوا لنا ما يريدون" .