أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ نوعاً مُعيَّناً من السُّلوك الاجتِماعيّ يُساعِد الصِّغارَ على تعلُّم لُغةٍ ثانِية.
وجدَ الباحِثون أنَّ الصِّغارَ، الذين أبدوا المزيد من نوعٍ مُعيَّن من المهارات الاجتماعيَّة التي تُسمَّى تحويل الحملَقة gaze shifting، في أثناء الجلسات التي أشرف عليها مُدرِّب، ظهرت لديهم زِيادةٌ في استجابة الدِّماغ التي تُشيرُ إلى تعلُّم اللغة.
قالَ الباحِثون إنَّه، بالنسبة إلى هذا السلوك، أي تحويل الحملَقة، يقوم الصغيرُ بتواصلٍ بصريّ، ومن ثم ينظر إلى نفس الشيء الذي ينظر إليه شخصٌ آخر، وهو يُعدُّ من الأنواع المُبكِّرة للمهارات الاجتِماعيَّة عند الرضَّع.
اشتَملت الدِّراسةُ على 17 رضيعاً في عمر 10 أشهر، جاؤوا من عائلات تتحدَّث الإنكليزيَّة، وحضروا 12 جلسةً باللغة الإسبانيَّة، مدَّة الواحِدة منها 25 دقيقة خلال فترة 4 أسابيع، حيث قرأ المُدرِّبون لهم كُتباً باللغة الاسبانيَّة، وتحدَّثوا إليهم ولعِبوا معهم مُستخدمين هذه اللغة.
قالت مُساعِدةُ مُعدّ الدراسة باتريكيا كوهل، من معهد التعلُّم وعلوم الدِّماغ لدى جامعة واشنطن: "توصَّلنا إلى دليلٍ على أنَّ المهارات الاجتِماعيَّة عند الرُّضع تُمارِس دوراً في حلّ رموز اللغة الجديدة".
"وجدنا أنَّ الدرجةَ، التي يصل إلى الرضيع في رصد المُدرِّب بصرياً والألعاب التي يحملها، ارتبطت بالمقاييس الدِّماغية للتعلُّم، ممَّا يُظهِر أنَّ أنواعَ السلوك الاجتِماعيّ تُزوِّد الصغيرَ بمعلومات تُساعِده على تعلُّم اللغة".
وجدَ الباحِثون في دِراسةٍ سابِقةٍ أنَّ مهارةَ تحويل الحملَقة ساعدت الصِّغارَ دُون سنّ المدرسة على تعلُّم المزيد من اللغات الصعبة والمهارات الاجتِماعيَّة.
قالت مُساعدةُ مُعدّ الدراسة ريتشيلي بروكس، الأستاذة المُساعدة لدى معهد التعلُّم وعلوم الدِّماغ: "تُظهِر نتائجُ دراستنا أنَّ النشاطَ الاجتماعي عند الصغار يُسهِم في تعلُّم لغاتهم الأم، فهم ليسوا مُجرَّد مُستمعين سلبيين لتلك اللغات، حيث وجدنا أنَّهم يُركِّزون الانتباهَ ويقومون بحركات موجَّهة للآباء تُبيِّن أنَّهم على استعدادٍ للتعلُّم، مثل النظر للخلف والأمام؛ وهي حركاتٌ تحدث عندما يكون الصغارُ في ذروة تعلُّم اللغات".