كتبت : نهى سعيد
من أهم الوسائل التربوية هو مدح الطفل وتشجيعة باستمرار لدعم السلوك الإيجابي لديه ... ولكن للأسف نرى كثيراً من الآباء والأمهات يبخلون على أبنائهم بالمدح، بينما تجدهم سباقين إلى التوبيخ واللوم لو رأوا ما لا يرضيهم من أبنائهم.
ولكن كيف نمدح الطفل عندما يحسن التصرف؟ وهل ينصب مديحنا على شخصيته؟ أم على تصرفه؟
أكد عبد الله سعيد استاذ التنمية البشربة بمكتبة مصر العامة بالمعادى أن الكلمات تحمل قوة هائلة في توصيل المحبة. فكلمات التعضيد والتحبّب والمدح والتشجيع، والكلمات التي تمنح توجيهاً إيجابياً، كلها تحمل معنى " أنا مهتم بك ". وهذه الكلمات مثل كأس ماء بارد في حر النهار، فهي تغذي الإحساس الداخلي للطفل بالقيمة والأمان. وهي إن قيلت بعجلة، فإنهم لا ينسونها سريعاً. فالطفل يحصد فائدة كلمات التعضيد مدى الحياة.
أضاف د.عبد الله أن المثل الشعبي " يقول الشيء إذا زاد عن حده انقلب ضده " أي فقد معناه، هذا المثل ينطبق على كثير من الأشياء في حياتنا اليومية، كذلك ينطبق على كلمات المدح والتشجيع. فإذا أكثرت من المدح، قد يصبح تأثير كلماتك ضعيفاً. على سبيل المثال، قد تقول شيئاً مثل (( أنت فتاة رائعة )). وهذه كلمات رائعة لكنك تحتاج إلى حكمة في استخدامها. أما الأكثر فعالية هو أن تقول هذه الكلمات للطفلة حينما تفعل شيئاً يشعرها بالرضا عن نفسها وتنتظر عليه كلمة تقدير.
وأوضح أن المدح الجزافي المتكرر فيشكل خطراً على حياة الطفل لسبب آخر. يتعود بعض الأطفال على هذا النوع من المدح، ويظنون أنه أمر طبيعي، ويتطلعون إليه. ومتى وجدوا في مواقف لم ينالوا فيها المدح، فإنهم يعتقدون أن هناك شيئاً خطأ فيهم وبالتالي يقلقون ..
وأشار إلى أن كلمات التشجيع تصبح ذات تأثير فعال، حينما تركز على مجهود معين قام به طفلك. والهدف هو أن تضبط طفلك وهو يصنع شيئاً جيداً ثم تمدحه عليه. نعم، يتطلب الأمر مجهوداً أكبر من المجهود المبذول لضبط طفلك وهو يقوم بأشياء خاطئه وإدانته عليها، لكن النتيجة النهائية تستحق هذا المجهود: أي حصول الطفل على توجُّه يرشده في نموه الأخلاقي والأدبي.
إن الأطفال الذين تتمثّل لغتهم الرئيسة عن المحبة في كلمات التعضيد، لا يوجد شيء لديهم أكثر أهمية من الشعور بمحبة الوالدين والكبار الذين يعيشون بينهم، من خلال الكلمات التي تعبر عن ذلك. غير أن العكس أيضاً صحيح، فكلمات الدينونة تجرحهم بعمق. ورغم أن الكلمات النقدية والقاسية مؤذية لكل الأطفال، إلا أنها ذات تأثيرات مدمرة بصفة خاصة على الأطفال الذين يشعرون بالمحبة من خلال كلمات التعضيد. وهم يردّدون تلك الكلمات في أذهانهم لسنوات طويلة