كتبت : نهى سعيد
سبحان الله الذى جعل الكون كله يسبح ... فقد علمت كل المخلوقات صلاتها وتسبيحها... واوحى الله لها جميعا ..طريقة معيَّنة..ومسلك خاص في عبادته ... لكننا لا نفقه تسبيحها.
يقول الله عز وجل فى كتابه العزيز" تُسبِّحُ له السَّمواتُ السَّبع والأرضُ وَمَن فيهنَّ وإنْ من شيءٍ إلاَّ يُسبِّحُ بحمدهِ ولكن لا تفقهون تَسبيحَهُم إنَّه كان حليماً غَفورا". سورة الاسراء ايه 44
نري الجبال أمامنا, ونحسبها هامدة ميتة لا حياة فيها.. الا انها في الحقيقة لها نطق وإحساس وشعور, وتسجد لله تعالي وتسبح له.
قال الله تعالي لو أنزلنا هذا القرآن علي جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله)الحشر21.
أما عن نطق الجبال وشعورها فنجده في السنة الشريفة: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنت مع النبي في مكة فخرجنا من بعض نواصيها, فما استقبله جبل ولا شجر ولا مدر الا قال له: السلام عليك يارسول الله.
أما سجود الجبال فثابت في القرآن الكريم في قوله تعالي ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس الحج18.
أما عن عاطفة الجبال فنجدها في حديث الرسول الله صلي الله عليه وسلم( أحد جبل يحبنا ونحبه).
أما تسبيح الجبال فثابت أيضا كما قال الله تعالي وسخرنا مع داود الجبال يسبحن سورة الانبياء 79.
ذكر الفعل( يسبحن) بضمير العاقل لأن التسبيح لله تعالي من عمل العقلاء, فكأنها تعقل التسبيح والسجود والنطق والاحساس.
ومِمّا يشهد كذلك على أنّ الجبال تعرف بوجود الله قصة "جبل الطور" عندما طلب موسى عليه السلام أن يرى الله عز وجل فأمره بأن ينظر إلى الجبل. فإن استقرّ مكانه فسوف يراه فلمّا تجلّى الله للجبل أي أرى الله ..اندكّ الجبل أي تحطّم، من هيبة رؤية الله. قال تعالي فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا( الاعراف143).