كتب : عمرو قنديل
منذ اللحظة الاولى لتوليه رئاسة البلاد كان واضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتوجه بمصر نحو ازالة أى سوء فهم كان قد حدث خلال السنوات الماضية مع أى دولة عربية ؛ وتعميق أسس التعاون العربى / العربى وصولا لتحالف قوى يعكس كل ما قررته سايقا القمم لذلك فقد بدأ زيارته العر بية بزيارة الجزائر التى كانت العلاقات معها قد تأثرت فى السنوات الاخيرة من حكم الرئيس الاسبق حسنى مبارك على خلفية مباراة لكرة القدم ؛ قبل أن يقوم بزيارة السودان والسعودية ودول الخليج العربية الاخرى .
واعتمدت مصر فى سياستها العربية على أسس من المصالح المشتركة علاوة على الاخوة التى يفرضها الواقع والتاريخ ؛ ليس علي المستوي االسياسي والاقتصادي وحسب، بل أيضاً علي مستوي العلاقات العسكرية . وفى زياراته للعواصم العربية المختلفة حرص الرئيس السيسى دائما على طرح ملف مكافحة الإرهاب باعتباره الخطر الداهم على الامة العربية إضافة للملف الاقتصادي بما يشمله من علاقات تجارية واستثمارية.
وخلال السنة الاولى من حكم الرئيس السيسى نمت بشكل واضح علاقات مصر بكل من "السعودية – الكويت – الإمارات"، ليس علي المستوي الاقتصادي فحسب، بل علي مستوي التعاون العسكري الذي وضح جليا من خلال المناورات المشتركة التى تمت بين مصر ودول الخليج العربية لا سيما الامارات والسعودية ؛ وصولا إلى فكرة انشاء القوة العربية المشتركة.
وحقق الرئيس السيسي عمليا وعده بحماية دول الخليج العربية من أى تهديدات لامنها القومى حين قال عبارته الشهيرة (مسافة السكة) حيث شاركت القوات المصرية فى التحالف العربى ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران فى اليمن ؛ وأكد الرئيس السيسى عمليا أن أن الأمن القومي لكل دولة عربية على حدة لن يتحقق إلا في إطار الأمن القومي العربي، لذا سعت السياسة الخارجية المصرية إلى تحقيق ذلك بشكل مؤسسى حين أقرت القمة العربية الاخيرة بشرم الشيخ فى أواخر مارس الماضى آلية إنشاء قوة عربية مشتركة .
وكان لمصر دور حاسم في ايقاف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة صيف 2014، كما استضافت المؤتمر الدولي للدول المانحة لإعادة إعمار غزة . كما كان لمصر السبق في تحذير العالم من تغلغل تنظيمات شديدة العنف مثل تنظيم داعش الارهابى واستغلال الطائفية والمذهبية كمعول هدم في العراق.
كما حذرت من تفاقم الوضع فى سوريا وقامت باستضافة أكثر من مؤتمر بين الفرقاء السوريين لبلورة موقف موحد حول سبل الخروج من الأزمة السورية ووقف نزيف الدم على ارضية الحفاظ على وحدة الاراضى السورية وابعادها عن مخاطر التقسيم على اسس طائفية والحفاظ أيضا على الدولة السورية بمؤسساتها المختلفة .
ولم تنس مصر ليبيا جارتها الغربية حيث أعلنت تكرارا ومرارا دعم البرلمان الشرعى فى ليبيا فى المحافل الدولية بجانب استضافتها الملتقى الموسع للقبائل الليبية بهدف تشكيل حكومة وفاق وطني والمضي في بناء دولة ليبية مستقرة قادرة على استئصال الإرهاب . والمؤكد انه بفضل الاتجاهات السياسية الجديدة، تعيش العلاقات المصرية العربية حالة من الود والتفاهم العميق المبني علي الثقة المتبادلة..