كتبت : نهى سيعد
ممارسة الأمومة عملية معقدة للغاية، لأنها تتطلب من جانب أن تبدي الأم حبها وعطفها لاطفالها، ومن جانب آخر السيطرة عليهم وجعلهم منضبطين ليكونوا أصحاء نفسياً، وعقلياً، وجسدياً.
يمتلك كل طفل مستودعاً عاطفياً.. يمده بالمؤونة في الأيام العصيبة من فترة الطفولة الى فترة المراهقة.. ونحن نحتاج أن نملأ المستودعات العاطفية لأولادنا بالمحبة غير المشروطة بحيث لا يضطرون للبحث عن مصادر أخرى، لملء هذا الفراغ وقد تكون في أغلب الأحيان مصادر غير أمينة.، ...لذلك يجدر بنا الآن التعرف على لغات المحبة ، الخاصة بطفلك.
وتعتبر اللمسة الجسدية واحدة من التعبيرات القوية عن المحبة فهي تعنى " احبك "...وقد أكد د.عبد الله سعيد استاذ التنمية البشربة بمكتبة مصر العامة بالمعادى أن اللمسة الجسدية هي أسهل لغة محبة يمكن استخدامها بشكل غير مشروط لأن الوالدين لا يحتاجان إلى مناسبة خاصة أو حججاً للتلامس مع أطفالهم جسدياً.
وأوضح د.عبد الله أن اللمسة الجسدية لا تقتصر على المعانقات والقبلات، بل تتضمن أي نوع من التواصل الجسماني حتى عندما يكون الأولاد مشغولين، يقدر الوالدان أن يلمسوا أطفالهم بلطف، كأن يربتوا على أكتافهم أو ظهورهم، أو على ذراعهم.
وتعتبر القبلات والمعانقات الأسلوب الأكثر شيوعاً للحديث بهذه اللغة، غير أن هناك أساليب أخرى للتعبير عن هذه اللغة.
فقد يقذف الأب طفله البالغ سنة من العمر في الهواء، أو يمسك بيدي ابنته التي تبلغ من العمر سبع سنوات ويدور بها في الهواء عدة دورات، فتنفجر هي في الضحك بصوت عالٍ وكذلك قد تقرأ الأم القصص لطفلها البالغ ثلاث سنوات من العمر وهو جالس في حجرها.
وأضاف أن الدراسات تشير إلى أن العديد من الوالدين يلمسون أطفالهم فقط عند الضرورة، عندما يساعدونهم في ارتداء أو خلع الملابس، عند وضعهم في السيارة، أو حملهم إلى الفراش...موضحا أن كثير من الآباء لا يدركون حاجة أطفالهم لأن يلمسوا منهم وكم هو سهل عليهم أن يستعملوا هذا الأسلوب لكي يبقوا لكي يبقوا المستودع العاطفي لأطفالهم ممتلئاً بالمحبة غير المشروطة.
وأشار الى أن أطفالنا يحتاجوا إلى كثير من اللمسات خلال السنوات الأولى من عمرهم. ولحسن الحظ، فإن حمل ومعانقة الرضيع يبدو أمراً غريزياً للمرأة، وأن للآباء في أغلب المجتمعات دوراً شريكاً وفعالاً في منح الحنان..لكن الوالدين في بلادنا، في هذا الوقت المزدحم بالأشغال، لا يلمسون أطفالهم كما كان آباؤهم يلمسونهم.
وينفر بعض الآباء من تقبيل ومعانقة بناتهم المراهقات، لأنهم يشعرون بأن ذلك أمر غير مناسب للبنات في هذه السن، غير أن الحقيقة عكس ذلك.
فالبنات المراهقات يحتجن إلى معانقة وتقبيل آبائهم، وإذا ما نفر آباؤهم من ذلك فإنهنّ قد يسعين إلى طلب التلامس الجسدي من ذكر آخر، وغالباً بشكل مدمر.
ولفت د.عبد الله سعيد الى أن التلامس الجسدي يخاطب بعض الأطفال بشكل أوضح من الكلمات، أو الهدايا، أو الوقت القيم، أو تقديم الخدمات فبدونه لن يمتلىء مستودع المحبة الخاص بهم.