أ ش أ
وصف وزير الخارجية سامح شكري العلاقات المصرية الجزائرية بأنها خاصة ومتميزة ، ولها مناحي عديدة سواء سياسية أو ثقافية أو اقتصادية، ولها أولوية لأنها تلبى طموحات الشعبين لمزيد من التضامن، وعائدها مباشر على مستوى معيشتهم واستقرارهم، مشيرا إلى أن مباحثاته مع المسئولين الجزائريين كانت مثمرة وإيجابية حيث أنها أكدت مجددا رغبة وحرص الجانبين فى تعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات.
وفيما يتعلق بجلسات الحوار الليبي التى استضافتها الجزائر والمغرب، قال الوزير سامح شكري ـ فى تصريح أدلى به لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش زيارته الحالية للجزائر ـ إن مصر تتابع وتشارك فى الحوارات التى يقودها المبعوث الأممي إلى ليبيا بريناردينو ليون وهى تدعم جهوده وتتواصل ـ فى الوقت نفسه ـ مع الأطراف الليبية الوطنية التى تسعى إلى احتواء الأزمة والتوصل إلى تسوية لها من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأكد وزير الخارجية أن مصر ستواصل جهودها فى هذا الاتجاه لقناعتها بأن مواجهة الإرهاب فى ليبيا ومواجهة التحديات واستعادة وحدة الأراضي الليبية واستقرارها هو أمر مرهون بتوصل الفرقاء الليبيين الذين ينبذون العنف والإرهاب والخيار العسكري إلى حل القضايا السياسية العالقة فيما بينهم حتى يستعيد الشعب الليبي استقراره ويخرج من دائرة العنف والقتل والتدمير التى أصابته على مدى السنوات الماضية بأضرار بالغة ، معربا عن أمله فى نجاح جهود المبعوث الأممي طالما اتسق عمله مع قرارات مجلس الأمن ومع الشرعية المتمثلة فى مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه وإرادة الشعب الليبى التى تمثلت فى الانتخابات البرلمانية التى عقدت فى شهر يونيو الماضي.
وحول مؤتمر القبائل الذى ستستضيفه مصر ، أوضح سامح شكري أن مصر فى المراحل الأخيرة من إعداد هذا المؤتمر، معربا عن تطلعه لأن يكون مؤتمرا شاملا، مشيرا إلى أن هناك دعوة واسعة وتأكيد لمشاركة قبائل ليبية مختلفة سواء فى الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب وكثير منها ذات ارتباط بمصر خاصة القبائل الشرقية التى تتواصل مع اشقائها على الجانب المصرى من الحدود.
وأضاف أن هناك إدراكا وقناعة من جانب القبائل أن مصر لا تهدف لشىء سوى مصلحة الشعب الليبي، مشيرا إلى أن هذه القبائل هي كيان الشعب الليبي وهى النواة الحقيقية له، ويجب أن يتاح لها الفرصة لكى تتواصل وان تضع رؤية مشتركة تسهم فى حل الأزمة الراهنة.. وأوضح أن كل القبائل التى وجهت لها الدعوة أبدت ترحيبها بحضور المؤتمر.
وأشار إلى أنه لن تكون هناك مشاركة من دول أخرى فى مؤتمر القبائل الليبي لأن هذا العمل يعقد تحت رعاية مجلس الشئون الخارجية المصرى وفى نفس الوقت الهدف منه هو أن يتم التواصل فيما بين القبائل الليبية لتضع رؤية مشتركة حول ما تراه من مستقبل لليبيا، موضحا أن المشاركة الدولية ستكون فى حفل الافتتاح وستتمثل فى الأمم المتحدة والدول الأوروبية والعربية بهدف مباركة هذا الاجتماع والمشاركة فى الفعاليات الخاصة بالافتتاح من الناحية المراسمية ثم يترك للمشاركين كافة الحرية للتواصل والتداول ونقاش كى يصلوا ـ إذا أمكن ـ إلى تصور مشترك لمسار مستقبلي فى ليبيا.
وحول ما إذا كان تطرق إلى موضوع القوة العربية خلال مباحثاته مع المسئولين الجزائريين ، قال وزير الخارجية المصرى إنه تم التطرق إليها وبحثها من حيث المنظور لتشكيلها من قبل مصر ، وهذا الأمر قد تم بلورته منذ الاجتماع الأول لرؤساء الأركان والعمل الذى اضطلع به الفنيون العسكريون فى وضع التفاصيل المرتبطة بتشكيل القوة العربية ، مشيرا إلى أن الاجتماع الذى يعقد حاليا فى القاهرة سيكون دالا على نقاط الاتفاق وصياغة هذه المبادرة بشكل اكثر تحديدا.
ومن المقرر أن يلتقى وزير الخارجية سامح شكرى قبيل مغادرته اليوم "الأحد" مع وزير الشئون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، فى مقر وزارة الشئون الخارجية الجزائرية.