كتبت : نهى سعيد
يسعى كل إنسان على وجه الارض إلى تحقيق السعادة، فالبرغم من اختلاف الناس في مذاهبهم وأغراضهم وغاياتهم ومقاصدهم؛ إلا إنهم يتفقون في غاية واحدة .. البحث عن طريق السعادة . فأين هذا الطريق؟
وكيف يمكن أن نكون سعداء ؟ وهل هناك مفهوم محدد للسعادة ؟
يوضح د.علاء رجب استشارى الصحة النفسية لموقع قنوات النيل المتخصصة أن مفهوم السعادة تختلف من شخص لآخر, فهناك من يرى سعادته فى العمل وآخر يراها فى الرضا بما قسمه الله له, كما يختلف كذلك مفهوم السعادة من سن لاخر ومن الرجل للمرأة .. فالرجل مثلاً مصدر سعادته هو النجاح فى العمل أما المرأة تكمن سعادتها فى بناء علاقة ناجحة مع أهلها وأصدقائها وزوجها وأولادها.
وطرح د.علاء رجب مفهوماً جديداً للسعادة وهو ألا تركز في حياتك على مواطن التعاسة وأن تتجاهلها وتركزعلى العمل والنجاح وأن تعلم أن مصدر سعادتك هو ذاتك؛ فلا تجعل السعادة نابعة من مشاعر الآخرين .. فعلى الانسان أن يختار من يصادق فكن دائماً مع المتفائلين لأن السعادة والحزن عدوى والاقتراب من أشخاص يشكون دائماً وفى حالة سخط وعدم رضا سينقل إليك هذا الشعور والذى يسمى فى علم النفس بـ"الطاقة السلبية" وبالتالى ستشعر بالحزن عند اقترابك من التعساء لانك ستمتص هذه المشاعر السلبية .. فاجعل قدوتك الاشخاص السعداء.
وأضاف د. علاء رجب : "عندما تتعرض لأى موقف لا تتهور وتصدر أحكاما متسرعة وأنت فى حالة غضب" . وأشار إلى أن الطريق إلى السعادة ببساطة يكمن فى الاختيارات الصحيحة فى الحياة ؛ وفى احترم علاقاتك الأسرية وفى مشاعر الحب للزوجة ؛ وفى تعليم أولادك كيف يكتسبوا مشاعر الحب والتفاؤل والسعادة.
ويضيف د. علاء رجب أن الزواج الناجح الذى ينتج أبناء سعداء مسئولية لايتحملها سوى عظماء البشر وحكماء الحياة .. فالعلاقات الاسرية الناجحة تخلق انساناً سعيداً.
وأكد استشارى الصحة النفسية أن السعادة غير مرتبطة بالحالة الاقتصادية للشخص من فقر أو غنى أو بحجم المشاكل التى تواجهه فى الحياة لانه يمكن أن يتجاهلها ؛ فالسعادة مرتبطة بالرضا... فالرضا بالحال يجلب لصاحبه طمأنينة النفس وهدوء البال , ويشيع البهجة في حياته , فرحاً بكل قليل , أما السخط فلا يزيد الانسان إلا اضطراباً دائماً , وتمرداً وحقداً وحسداً وكآبة مهما تعددت عنده الخيرات , فهو دائما يريد المزيد , بل ويشعر داخل نفسه أنه لا يملك إلا القليل.
والوصفة السحرية للسعادة التى قدمها د.علاء هى أن تدرب نفسك مع بدء اليوم أن يكون لك هدفاً وتقدر ذاتك وتعرف أن عمرك ملك لك ؛ وأن تستدعى المشاعر والذكريات السعيدة التى مرت عليك فى حياتك ؛ وتقوى الطاقة الايمانية وأن تعلم دائماً أن العطاء هو أيضا مصدرا للسعادة ؛ فالحياة لا قيمة لها إلا لو شاركتها مع الآخرين, ومن هنا فإن الحرص على تقوية العلاقات الاجتماعية المتمثلة فى زيارة الاخرين وتبادل الهدايا ـ ولو كانت بسيطة ـ وزيارة دور الأيتام والمرضى والاقارب .. كلها أشياء تجلب لك السعادة.
فكل شيء في هذه الحياة يمكن أن يكون مصدراً للسعادة ، إذا اعتبرته مصدراً للسعادة .. فاجعل السعادة و النجاح عنوان حياتك.