أ ش أ
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، جلسة حوارية بعنوان “السكان ومستقبل الرعاية الصحية.. التحديات والفرص.. ومشروع التأمين الصحي الشامل”، المقامة على هامش المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية 2023، تحت عنوان “سكان أصحاء من أجل تنمية مستدامة”.
ويدير هذه الجلسة وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار، بمشاركة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية هالة السعيد، ووزير المالية محمد معيط، ووزيرة رعاية الصحة والأسرة بجمهورية صربيا داريا كيسيتش، ورئيس المفوضية الوطنية للسكان في نيجيريا نصر عيسى كوارة، والمدير الإقليمي للتنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط بالبنك الدولي فادية سعادة، والمدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان بالدول العربية ليلى بكر، والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط أحمد المنظري.
ومن جانبها، وصفت هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة صندوق مصر القضية المتعلقة بين السكان والتنمية بالتاريخية والقديمة.
وقالت السعيد، خلال الجلسة، إن “قضية التحدي بين السكان والتنمية تعد من أقدم القضايا حيث نبه علماء الاقتصاد في القرن 18 العالم أجمع على أهمية تحقيق التوازن بين السكان والتنمية”.
وبدورها، أكدت داريا كيستش، وزيرة رعاية الأسرة والسكان بجمهورية صربيا، أن الهدف الرئيسي لهذا المؤتمر هام وملح للغاية لأنه يجمع بين العديد من الدول لمناقشة قضية الصحة والسكان والتنمية، فكلها قضايا هامة تشكل عالمنا ونظرا لأهمية تلك القضايا ومشاركة قدراتنا في تلك القضايا نجتمع اليوم.
وقالت داريا “نحن نشهد في صربيا عكس الوضع الذي تشهده مصر، فنحن نشهد انخفاضا في النمو السكاني على مدة 5 عقود متتالية، ونواجه سنويا حقيقة واضحة مفادها أننا نتقلص عدديا كل عام”.
وأضافت أن “هذا الانخفاض المستمر يثير القلق وهو محط اهتمام لصربيا، ونرى أنه تحد كبير له تداعيات على مجتمعنا وعلى رفاهة شعبنا”، لافتة إلى أن “معدل الخصوبة يجب أن يكون 2.1 % لكى يكن لدى صربيا عدد سكان مناسب، حيث كان معدل الخصوبة منذ 10 سنوات 1.4 % ونحن نكافح من أجل أن نحصل على طفل جديد في صربيا”.
وأشارت إلى أن انخفاض نسبة المواليد في صربيا سبب ظاهرة زيادة عدد السكان المسنين، حيث أن متوسط الأعمار في صربيا 44 عاما، وبالتالي سيكون هناك عبء كبير على نظام الرعاية الصحية لتوفيرها لهؤلاء المسنين.
وتابعت “حاولنا العام الماضي تحسين نظام الرعاية الصحية، والإسراع في ذلك خلال فترة جائحة كورونا، واستثمرنا في البنية الصحية، لتعزيز وتحسين صحة السكان، وقمنا خلال الثلاث سنوات الماضية بتوسيع نطاق البنية التحتية الصحية، لتواكب الاحتياجات المتغيرة لسكاننا، ما يضمن بناء العديد من المؤسسات الطبية الجديدة وتجديد المؤسسات المتواجدة بالفعل”.
وأكدت أن صربيا تعمل على تعزيز جودة الرعاية الصحية من خلال التكنولوجيات الجديدة والرقمنة وتحسين البيانات من أجل المرضي وضمان وجود قوى عاملة كافية في مجال الرعاية الصحية.
وقالت وزيرة رعاية الأسرة والسكان في صربيا إنه من أجل منح السكان أفضل بيئة صحية لتطويع نظام الرعاية الصحية لتغير التركيبة السكانية، قمنا بصياغة ثلاث استراتيجيات، الصحة الإنجابية ، والأمومة ، والتقدم في العمر بفاعلية، كما نطمح لكى يكون لدينا قاعدة تشريعية لكافة الإجراءات الجديدة التي نكفلها من أجل تعزيز خدماتنا الصحية.
وقال رئيس المفوضية الوطنية للسكان في نيجيريا نصر عيسى كوارة، ردًا على مشاركة نيجيريا وتحدياتها في تنفيذ برنامج المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية وجهودها في مواجهة التحديات السكانية مع احترام حقوق الصحة الإنجابية والرعاية الصحية، إن” نيجيريا هي إحدى الدول التي قامت بالتوقيع على اتفاقية المؤتمر العالمي.
وأضاف كوارة، خلال الجلسة، أن نيجيريا قامت بتطوير سياسات قومية معنية بالسكان، والمستهدف من هذه السياسات هو الإيفاء بخفض نسبة وفيات الأطفال والأمهات ووصولها إلى الصفر بحلول 2030، وأن نفي بالاحتياجات السكانية المتزايدة؛ لأن هذا من شأنه أن يؤثر على التعليم ومنظومة الرعاية الصحية.
وتابع “أننا استطعنا أن نخفض الكثير من أعداد المواليد التي كانت تتزايد عاما بعد عام”، معربا عن تطلعه إلى الحد من النمو السكاني؛ للوفاء بالمجهودات المبذولة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.
وتطرق إلى أن المنظمات الدولية قدمت مساعدات قدرها 4 مليارات دولار، من أجل وضع مجموعة من البرامج الخاصة بالثقافة وتنظيم الأسرة ومجال الرعاية الصحية.
وأكد أن بلاده تحاول أن تحتل موقعا متميزا في مجال استخدام التكنولوجيا، وتطويعها لمنظومة الرعاية الصحية والحد من الزيادة السكانية.
وعقب ذلك ألقت المديرة الإقليمية للتنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط بالبنك الدولي فادية سعادة كلمة أكدت فيها أهمية زيادة الروابط بين رأس المال البشري ونمو الإنتاج والاستثمارات، مضيفة أن رأس المال البشري هو أساس تحقيق أي تنمية.
وقالت سعادة، في الجلسة، إن البنك الدولي منذ الستينات وهو يدرك أن ثروة أي بلد في رأس مالها البشري، ونحن نعمل في الكثير من المناطق الاقتصادية على ربط رأس المال البشري بالإنتاجية”.
وأكدت أهمية تغيير الحوار من مجرد ربط زيادة السكان بالخدمات الصحية أو التعليمية إلى تحد أكبر وأوسع نطاقا، مضيفة أن نسبة الانضمام في بعض الدول تصل إلى 100% ولكن تصدم الدول عندما ترى أنها تدفع لقاء التعليم 11 عاما بينما الطلاب يتعلمون ما يوازي سبع سنوات فقط بصورة فعلية.