حكاية رزقة ومغاوري، حكاية حب خالص ، وسلوك فطري، ومجاهدة للظروف الصعبة ، لتحقيق أي أنتصار يبرر الحياة ...فرزقة ، بنت البلد البسيطة ، فقدت كل أحلامها ، واحدا بعد الآخر ..واجهت الشر في مقتبل عمرها ، فهزمها بقسوة ، ولم تجد لديها مايبقيها على قيد الحياة إلا أملا تمحور في الطفل الذي أنجبته شقيقتها ورحلت عن الدنيا لحظة ولادته ، فتلقفته رزقة في حضنها رضيعا، لامصير له إلا حبها، فأغلقت دنياها عليه ، وعاشت له عمرها . مغاوري فتى يشبه النبات الطفيلي الذي ينمو بلا زارع ولا راعي،فيخرج للشارع وأهواله ، لايعرف معني الخير، إلا حب الخالة الأم ، فيبادلها ذلك الحب ، لكنه حب مرهون بالفقر وظروف النشأة المضطربة في بيئة يسيطر عليها التخلف والحرمان .ماذا يفعل مغاوري، وخالته وجيرانهم ، وأهل السيالة كلهم حينما تنقلب الأحوال ، ويجد العزل الضعفاء أقوى أسلحة النصرتتوفرلهم ..المال الذي هو أقوى مايمكن أن يستعين به كل من يتمنى تغيير وضعه ، وأن يفلت من قسوة الفقر؟هذا هو السؤال الذي تجيب عليه دراما ( عفاريت السيالة ) في إطار معالجة إجتماعية تجتمع فيها الابتسامة مع دمعة الإشفاق ..وتختلط الفرحة بلوعة الفقر. إن الصراع بين مغاوري وأهل السيالة ، ضد قوى الشر والطمع ، يعطي للأحداث مستوى هام من الطرح الاجتماعي الإنساني