مروة عز الدين
حوار خاص مع د.محمد يوسف مدير آثار سقارة حول الكشف الأثرى الأخير
الإكتشافات الأثرية الأخيرة فى سقارة هى آبار وليست مقابر, ما الفرق؟
البئر هو نفسه مقبرة ، المقبرة بشكل عام تتكون من جزئين جزء فوق سطح الأرض ويكون مشيد من الحجر أو الطوب اللبن أو محفور فى الصخر وجزء تحت الأرض خاص بالدفن (الآبار) وفى العصر المتأخر لم يكن هناك مقبرة فوق سطح الأرض إلا نماذج قليلة لكن معظم الدفن كان تحت سطح الأرض ،والبئر لا يخص شخص معين, بل فى الغالب يخص فرد أو مجموعة أو مجموعات .
هل البئر إذن يمكن أن يخص أسرة بأكملها؟
إذا كان بئر واحد لشخص أو عدد معين اثنين أو ثلاثة غالبا يكونوا أسرة واحدة ولكن غالبا يتم توسعه البئر من أسفل وتوسيع مكان الدفن فيما بعد لدفن أفراد آخرين على فترات زمنية متباعدة, بمعنى قد يكون صاحب المقبرة حفر بئرا ونزل بعمق 10 أو 12 متر ونفذت فتحة وضع فيها التابوت ربما لأحد أفراد العائلة ثم وسع فيها من تحت ووضع تابوت آخر ونظراً لأن المكان يقع ضمن نطاق معبد للمعبودة 'باستت' وهو ما يجذب الناس على مر العصور للدفن فى هذا الموقع مما قد يدفع الكهنة إلى توسعة البئر من أسفل لاستقبال أعداد أكبر من التوابيت .
كيف يحوى البئر كل هذا العدد من التوابيت ؟
عمق البئر قد يصل إلى 10 أمتار فى كوه وفتحة مترين فى متر فيها تابوت ثم ينزل بعمق مترين ويحفر غرفة كبيرة تستقبل من تابوت إلى عشرة وتكون هذه الفتحة فى الجهه الشرقية أو الغربية التوسيع يكون فى كل الجهات المتاحة حسب امتداد البئر فالعملية جيولوجية متفاوته ومرتبطة بالجوار من تحت بحيث لا يدخل البئر على بئر يجاوره ويظل البئر يستقبل التوابيت ومن الممكن وضع التوابيت فوق بعضها فى صفوف تصل إلى خمس صفوف من التوابيت فى الرصه الواحدة فإذا كانت الغرفة 4×6 متر فتأخذ عدد كبير من التوابيت.
ما الفرق بين الآبار والخبيئة الأثرية مثل التى تم العثور عليها فى العساسيف وضمت مجموعة من التوابيت ؟
الخبيئة تكون فى عصور الاضطراب أو وجود مشاكل يلجأ بسببها الكهنة إلى استخراج توابيت مختلفة من أماكنها ووضعها فى مكان واحد أما البئر فهو أسلوب دفن .
هل مازالت فى سقارة بعثات أجنبية ؟
انا لست ضد البعثات الأجنبية فعندهم جامعات ومعاهد وأقسام للآثار هم متخصصين ولديهم خلفيه كبيرة عن الحضارة المصرية وفى تعاون مشترك بيننا وبينهم فوجود البعثات المصرية لا يلغي البعثات الأجنبية ولدينا البعثات المصرية الخالصة والمشتركة والأجنبية .
كيف يتم اختيار وتحديد مكان الحفر واماكن البعثات ؟
اختيار الموقع يكون عن معرفه ودراية واقتناع فالبعثة المصرية لفريق من داخل وزارة الآثار ويرأسها الأمين العام د. مصطفى وزيرى وأنا مدير موقع الحفائر ,وصبرى فرج المشرف على الحفائر ,وأحمد ذكرى مفتش ,وحمادة شحاته ,ورؤساء العماله ونحن لدينا خبرة فى العمل الأثرى من خلال الحفائر التى قمنا بها أو مشاركتنا الأجانب وأحيانا يكون موقع الحفائر له دور فنحن عملنا فى مكان به اشغالات أثرية على مدار 2000 سنة فمن الطبيعى أن نجد فيه مقابر دفن من عصور مختلفة وهذا أحد الأسباب التى أدت إلى نجاح البعثة .
كما يوجد فريق من الترميم الدقيق الذى يعمل جنبا إلى جنب وقاموا بدور كبير فى صيانة وترميم ما تم اكتشافه
البحث جارى الآن عن ورش التوابيت هل تم تحديد مكانها أو هناك شواهد على وجودها ؟
هناك ورش لصناعة التوابيت بالفعل لأنها كانت تشترى من الورش "وكل واحد على أد إمكانياته " حيث عثرنا على توابيت بدون نقوش وأخرى عليها سطر كتابى وأخرى عليها نصوص دينية واسم المتوفى واسم أمه وابيه مما يؤكد أن التوابيت تنفذ بالطلب أما موقع الورشة من وجهة نظرى فإنها بعيدة نسبيا عن مكان الاكتشاف الاخير ويحب أن تكون فى الشرق لأن المتوفى يحنط ويوضع فى التابوت فى الشرق ثم يدفن هنا فى الغرب .
التمثال الخشبى الذى تم اكتشافه به شق طولى بعد الإعلان عن اكتشافه سليم؟
عثر على التمثال فى مقبرة من الدولة القديمة ووجد فيها ثلاث تماثيل خشبية مدفونه فى باطن الأرض بدون تهوية ووجود رطوبه لمدة حوالى 4400 سنة والخشب يتأثر بالرطوبة والحرارة كما أن التمثال يصنع من قطع مختلفة الكتفين يتم تركبهم فى الذراع والكوع يركب على الذراع وكلها عوامل تؤثر على التمثال بالإضافة إلى موقعه فى المقبرة وقت العثور عليه وإلى جانب هذا التمثال التمثال الآخر لم يعرض لسوء حالته أؤكد مفيش حاجة انكسرت مننا كل الآثار بتطلع مكسرة أو مشروخه ونقوم بتنظيفها وتقوية الشقوق وتثبيت الألوان .