ابتكر فريق من الباحثين في السويد طائرة بدون طيار يمكنها الانتقال ما بين الطيران والسير على الأرض، ومن الممكن استخدامها في التنقيب عن المناجم تحت سطح الأرض بدون الحاجة إلى معاونة من البشر.

وتستطيع الطائرات التي تعمل بدون طيار، أن تحلق في الجو بشكل آلي اعتمادا على أنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية ، ولكن نظرا لأن إشارات الأقمار الصناعية لا تستطيع اختراق الطبقة الأرضية لمسافات عميقة، فإن التنقيب عن المناجم تحت الأرض عادة ما يتطلب وجود عنصر بشري.

ولكن الباحث أحمد النعماني وزملاءه بشركة إينكونوفا السويدية لتصنيع الطائرات بدون طيار يعملون على علاج هذه المشكلة، ويقول: "هذه المسألة معقدة لأننا نحاول اختراع وسيلة أخرى للتوجيه عبر طرق تقنية مختلفة".

وتستطيع الطائرة الجديدة التي تعمل بدون طيار أن تحدد طبيعة البيئة المحيطة بها عن طريق أجهزة مسح تعمل بالليزر وتقنية يطلق عليها اسم "سلام" لتحديد المسافة بين الطائرة والأجسام المحيطة بها، وبالتالي تقوم برسم خريطة للموقع الذي تتواجد فيه بسرعة كبيرة.

واستخدمت إحد ى الشركات مؤخرا طائرة تعمل بدون طيار في رسم خريطة منجم تحت الأرض في مالي باستخدام تقنية "سلام"، خلال فترة لا تتجاوز عشر دقائق فحسب، ونقل الموقع الإلكتروني "نيو ساينتست" المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا عن النعماني قوله إن الطائرة الجديدة مجهزة بعجلات بحيث يمكنها السير على الأرض والتحرك بزوايا مختلفة.

وأعرب الباحث أدريانو مازيني بجامعة أوسلو في النرويج عن اعتقاده أن الطائرات بدون طيار تعتبر حلا مثاليا لاستكشاف المناطق الخطرة، موضحا أنه من الممكن تحميل معدات استكشاف عالية الكفاءة وخفيفة الوزن على متن هذه الطائرات.

واستخدم مازيني مؤخرا طائرة بدون طيار للتحليق عند بركان لوسي في إندونيسيا، وجمع عينات من الغازات والسوائل والأوحال المنبعثة من فوهة البركان، وهي مسألة كان من المستحيل تصور حدوثها قبل عدة سنوات.