الأسفار الطويلة يمكنها أن تُلحق ضرراً كبيراً بقدرتك على القيام بوظائفك الحيوية حتى إن كنت من المحظوظين القلائل المعتادين على السفر المتواصل حول العالم.
فإضافة إلى التبعات المباشرة لاختلاف التوقيت بعد العودة من السفر، مثل قلة أو عدم النوم، والمشاكل الهضمية، والوهن، والتوتر، يقول جايمي زيتزير، وهو أستاذ مساعد بمركز ستانفورد لعلوم وطب النوم، إن هناك تبعات طويلة الأمد كذلك تعتمد خطورتها على مدى كثرة السفر المتواصل.
أضف إلى ذلك قابلية أكبر للتعرض لالتهابات، والأمراض المزمنة مثل الزهايمر والسرطان.
هناك مقترحات يقدمها العلماء لمساعدة المسافرين على مقاومة آثار فروق التوقيت من بلد لآخر. الصحفية إليزابيث غارون سألت عددا من العلماء عن اقتراحاتهم في هذا السياق.
ضبط التوقيت
والجانب المشرق في الموضوع هو أن الخبراء يرون أنك إن كنت مدركاً لهذا التأثير السلبي، وأجريت تغييرات صغيرة في عاداتك أثناء السفر، سيساعد ذلك في إعادة صحتك النفسية إلى المسار الصحيح، سواء كنت من مسافري درجة رجال الأعمال أم لا.
مع الاضطراب الذي يسببه اختلاف التوقيت من بلد لآخر، وخاصة عندما يكون هناك فرق كبير في عدد الساعات، يتلقى نظام توقيتنا الداخلي الإشارات من البيئة، مثل ظهور وغياب الضوء، أو إعادة ضبط الجسم مع التوقيت الجديد بشكل تدريجي بمعدل ساعة كل يوم، حسبما يعتقد لانس جيه كريغسفيلد أستاذ علم النفس في جامعة يو سي بيركيلي.
فعلى سبيل المثال، عند السفر من نيويورك إلى باريس يستغرق الأمر خمسة أيام في المتوسط للتوافق مع توقيت باريس.
الابتعاد عن الاكل غير الصحى
وينتهي الأمر بالكثير من المسافرين بتناول وجبات غير صحية على عجالة، لكنه من الضروري أن تأكل بطريقة صحية. ويمكن أن يساعد اختيار الطعام المناسب في الوقت المناسب من اليوم في إعادة ضبط إيقاع توقيتك الطبيعي بشكل أسرع.
وكي تساعد في تغيير إيقاع ساعتك الداخلية، جرب عدم تناول الطعام مطلقا خلال الرحلة في الطائرة حتى يحين وقت الفطور التابع للبلد الذي تتجه إليه.
ضرورة الحفاظ على نمط واحد
لا يعاني كثيرو الأسفار من تأثيرات جسدية عكسية فحسب، بل يمكن أن يؤثر ذلك على صفائهم الذهني، فعلى المدى القصير ثبت أن الخلل في النوم ليلاً يخفض من معدلات الذكاء لديك بقدر خمس إلى ثماني نقاط في اليوم التالي، حسبما تقول سوارت، وهذا فقط على المدى القصير.
عندما يحدث هذا بشكل متكرر على مدى طويل، يُتاح للسم العصبي التجمع في الدماغ ما قد يقود بدوره إلى أمراض مثل الزهايمر، وباركنسون مع تقدم العمر، حسبما تقول سوارت.
مارس التمارين
إذا شعرت بالنعاس خلال ساعات النهار عند وصولك إلى بلد جديد، حاول أن تقوم ببعض التمارين الرياضية، وحاول أن تنام في الليل حتى وإن كنت لا تشعر بالنعاس. وتجنب شرب القهوة مساءً حتى لو شعرت بالحاجة إليها، فمادة الكافيين ستصعّب من عملية النوم حين يأتي موعده.