أ ش أ
انطلقت صباح اليوم الثلاثاء فعاليات المؤتمر العالمي الثالث “دور الفتوى في استقرار المجتمعات” تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة 63 دولة.
حضر فعاليات المؤتمر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
بدأت الفعاليات بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارىء الدكتور “أحمد نعينع”، ثم عزفت الموسيقى السلام الوطني لجمهورية مصر العربية.
وأكد رئيس المؤتمر العالمي الثالث “دور الفتوى في استقرار المجتمعات” الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية أن مصر هي منبع الحضارة والتاريخ وكعبة العلم والأزهر الشريف، والتي كانت ولازالت وستظل منزلا طيبا مباركا للقاصدين من العلماء والباحثين من شتى أقطار الأرض، والتي تمد يديها دائما بالخير والأمن والسلام لمن أراد بها ولها الخير.
وقال علام – خلال فعاليات المؤتمر بمشاركة 63 دولة – “لا يخفي عن العالم الظرف العصيب الذي تمر به مصر والمنطقة بأسرها بل والعالم كله بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف نتيجة إصدار تلك الفتاوى المضللة والمنحرفة والمجافية للمنهج الوسطي الصحيح، مما كان له الأثر في انتشار العنف والفوضى وتدمير الأمن والسلم وتهديد الاستقرار والطمأنينة التي تنعم بها المجتمعات والأفراد” .
وأضاف أن العالم بأسره ينتفض الآن لمحاربة الإرهاب، فإنه ينبغي على أهل العلم وحراس الدين والعقيدة من أهل الفتوى والاجتهاد أن يعلموا أنهم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام ، وهو تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الأفكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة السمحة، لافتا إلى أن الإرهاب يسعى على الصعيد الدولي والعالمي إلى فرض سيطرته وبسط نفوذه على عقول العامة والشباب عن طريق نشر الفتاوى المضللة والأفكار المغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، مما كان له الأثر السيء في نشر العنف والفوضى وتهديد السلم والأمن في كثير من بلادنا .
وأوضح علام أنه ينبغي على أهل العلم خاصة المعنيين منهم بشأن الفتوى والاجتهاد ومتابعة المستجدات أن تتوحد كلمتهم بشأن مكافحة الإرهاب ومحاصرة الفتاوى الشاذة المهددة لاستقرار وأمن المجتمعات، مؤكدا أن هذا المؤتمر العالمي الذي نحن بصدده اليوم يعد فرصة كبيرة لتحقيق هذا الغرض، حيث تتابع الأمة والعالم أجمع عن كثب نتائج هذا المؤتمر من توصيات تصلح أن تتحول إلى برامج عملية في واقعنا الحاضر .
وأشار إلى أن الفتوى مجالها ما يشغل الناس بالفعل ويمس حياتهم وواقعهم، فيما تتمثل وظيفة المفتي في إيجاد الحلول الناجحة لمشكلات الناس وفق مقاصد الشرع الشريف وعدم تشتيت أذهانهم بما لايعود عليهم بنفع في دينهم أو دنياهم، موضحا أن كثيرا من المتصدرين للفتوى بغير حق لم يفرقوا بين الفتوى التي تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والشخص وبين الحكم الذي هو أمر ثابت بناء على فهم معين للدليل الشرعي وفق مذهب المجتهد.