الأمم المتحدة تحيي ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق غدا
22 أغسطس, 2017 18:12 م
أ.ش.أ
 
يحيي العالم غدا الأربعاء اليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وذكرى إلغائها، والذي يؤرخ لانتفاضة العبيد على نظام الرق، التي انطلقت في الليلة الواقعة بين يومي 22 و 23 أغسطس عام 1791 في سانتو دومينغو.
 
ووفقا لأهداف المشروع المشترك بين الثقافات المعنون "طريق الرقيق"، ينبغي إتاحة فرصة للنظر الجماعي في الأسباب التاريخية لهذه المأساة وأساليبها وعواقبها، ولتحليل التفاعلات التي نشأت عنها بين إفريقيا وأوروبا والأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي.
 
ولهذا الغرض، كانت الأمم المتحدة قد أعلنت يوم 23 أغسطس من كل سنة يوما عالميا لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة في 17 ديسمبر عام 2007 ، تكملة لليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وذكرى إلغائها الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
 
وأشارت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو في رسالتها بهذه المناسبة، إلي أن يوم 23 أغسطس يوافق تاريخ الذكرى السنوية لانتفاضة عبيد سانتو دومينغو "الثورة الهاييتية" التي اندلعت في عام 1791، إذ ثار آنذاك الرجال والنساء الذين استعبدوا على مستعبديهم في الشطر الغربي من جزيرة سانتو دومينغو، وهو الشطر الذي تسمى بعد إعلان الاستقلال بالاسم القديم "هاييتي" الذي أطلقه على هذه الأرض سكانها الأصليون. ويعد مطلب الثورة الهاييتية المتمثل في الحرية مطلبا عالميا لا تحده حدود الزمان والمكان.
 
وأضافت بوكوفا أن اليونسكو تسعى من خلال اليوم الدولي لذكرى الإتجار بالرقيق الأسود وإلغائه، إلى التذكير بالأهمية الحاسمة لنشر المعرفة بالتاريخ من أجل الاسترشاد بالعبر المستخلصة منه في المساعي الرامية إلى مكافحة جميع أشكال الاضطهاد والعنصرية في الوقت الحاضر. 
 
وذكرت بوكوفا إلي إننا لنعول على تعليم هذا التاريخ ونشر المعرفة به من أجل إرشاد مواطني الغد إلى سبيل السلام والكرامة. 
 
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة العقد الدولي للمنحدرين من أصل إفريقي "2015-2024" سعيًا إلى اجتثاث جميع أشكال الظلم الاجتماعي التي خلفها تاريخ الرق، وسعيًا إلى مكافحة جميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري. 
 
وأضافت بوكوفا أن ثورة عام 1791 ترشدنا إلى الطريق الذي ينبغي لنا أن نسلكه لبلوغ الغاية المنشودة، شأنها في ذلك شأن العديد من الثورات الأخرى في سائر أرجاء العالم، ولكن ما زال الطريق أمامنا طويلا. 
 
ولذلك وافقت لجنة التراث العالمي إبان دورﺗﻬا الحادية والأربعين (2-12 يوليو 2017) على إدراج موقع مدينة "مبانزا كونغو" القديمة حيث توجد أطلال عاصمة مملكة الكونغو القديمة (أنجولا)، وكذلك الموقع الأثري لرصيف ميناء فالونجو (البرازيل)، في قائمة التراث بالقيمة العالمي إقرارا العالمية الفريدة لكلا الموقعين. 
 
واعترفت بالموقع الأثري لرصيف ميناء فالونجو أيضا في عام 2015 بوصفه موقعا للذكرى يرتبط بمشروع اليونسكو المسمي "طريق الرقيق: المقاومة والحرية والتراث". 
 
وكانت اليونسكو قد أطلقت مشروع "طريق الرقيق" سنة 1995، بوصفه أداة عالمية لتوضيح النتائج والتداخلات الناتجة عن تجارة الرقيق وتحديد المواقع والأبنية وأماكن الذاكرة لهذه التجارة وكذا البحث عن سبل تعزيز التقارب بين الشعوب حول الموروثات المشتركة الناجمة عن هذه المأساة. 
 
ويتوخى المشروع وضع برنامج للتوعية التثقيفية من أجل حشد جهات منها المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني بشأن موضوع إحياء ذكرى تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، لكي تترسخ في أذهان الأجيال المقبلة. 
 
وأوضحت اليونسكو أن أحد أهداف النضال ضد العبودية وإلغائها هو التعريف والاعتراف بالأثر الكبير الذي تركته الثقافات الإفريقية على ثقافات وحضارات العالم. 
 
وتشير تقارير اليونسكو إلي صورة لميناء فالونغو وارف، الذي كان ميناء رئيسيا لتجارة الرقيق في الأمريكتين في الثمانينات، حيث ظهرت أطلال من بقايا ما كان بالأمس أكبر ميناء لتجارة الرقّيق في الأمريكتين في عام 2011 بعد طمسها قرابة 200 عام، إثر بدأ أعمال البناء في منطقة ميناء ريو دي جانيرو في إطار التجهيزات التي تتم في المدينة استعدادًا لدورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها بعد خمس سنوات. 
 
وفي يوليو عام 2017 أدرجت منظمة اليونيسكو الموقع في قائمة التراث العالمي بغرض تحويل الأحجار المفقودة منذ أمد بعيد من ميناء كيس فالونغو وارف إلى نصب تذكاري. 
 
وأجبر اكتشاف اليونيسكو البرازيل على الإفصاح عن إحدى حقبها التاريخية التي ما زالت تحاول طمسها.. حيث كانت البرازيل آخر الدول التي أقلعت عن تجارة الرقيق في الأمريكتين عام 1888.. إذ حرمها القانون عام 1843 وفقد فالونغو مكانته منذ ذلك الحين. 
 
ووفقا لقاعدة البيانات التاريخية ”رحلات العبيد"، كانت البرازيل مركزا لتجارة الرقيق تحت وطأة الحكم البرتغالي قبل وبعد الاستقلال البرازيلي عام 1822، كما كانت البرتغال أكبر شركات نقل الرقيق الوطنية آنذاك. 
 
وسيطرت البرازيل على تجارة الرقيق حيث كانت ترسل عبر مينائي ريو دي جانيرو، وباهيا الكثير والعديد من رحلات الرقيق أكثر من أي ميناء آخر في أوروبا. 
 
كما كانت وجهة رئيسية للرقيق على مر ثلاثة قرون ما بين عام 1560 و1850 في الأمريكتين.
 
وأنشأ رصيف فالونغو في عام 1811- أي بعد 3 سنوات من وصول العائلة الحاكمة البرتغالية هروبا من جيش نابليون في أوروبا- ثم سرعان ما أصبح الوجهة الرئيسية للسفن المحملة بالرقيق المتجهة نحو الأمريكتين. 
 
وتوضح المؤرخة، ليليا موريتز شواركز، باحثة في جامعة ساو باولو ومشاركة في برنامج الباحث العالمي في جامعة برنستون بالولايات المتحدة، أن الميناء كان على بعد خطوات قليلة من القصر الملكي، حيث كان الأمراء أثناء تجوالهم يشاهدون التجار وهم يجهزون بضائعهم التي تتضمن فصل الأسر وفرك أجساد العبيد الأفارقة بزيت الحوت لتغطية أي جروح.
 
وقد استقبلت البرازيل أكثر من 4 ملايين إفريقي خلال فترة تقارب الأربعة عقود من عبودية كانت تزرح تحت وطأتها البلاد. 
 
ويعادل هذا الرقم أقل من نصف جميع الأفارقة الذين غادروا قارتهم الأصلية قسرا، وتمكنوا من الوصول إلى الأمريكتين أحياء، بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر، حيث رسا ما يقرب من 60% من هذا العدد الهائل في ريو دي جانيرو، ودخل ما يقرب من مليون إفريقي ميناء فالونغو. 
 
مما يعني أنه خلال 32 عاما من العمل، لم يكن ميناء فالونغو أشهر ميناء لتهريب الرقيق فحسب، بل مستقبلا أيضا لربع الأفارقة المستعبدين الذين نزحوا إلى البرازيل على مر العصور. 
 
وعندما قدم المعهد القومي البرازيلي للتراث التاريخي والثقافي ترشيحا للموقع لمنظمة اليونسكو، كانت رئيسته "كاتيا بوجوا"، هي من أوضحت للمنظمة أن ميناء فالونغو كان الميناء الوحيد الذي استقبل ملايين الأفارقة الذين استعبدوا وعملوا على بناء دولتهم في البرازيل، منشئين بذلك أكبر تجمع للأفارقة ذوي البشرة السمراء خارج القارة الإفريقية.
اضف تعليقك
كلمات دلالية
بث مباشر
شاهد الآن البث المباشر
لقنوات النيل المتخصصة
مواقيت الصلاة (القاهرة)
20 أبريل
الفجر
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
03:50
11:54
15:29
18:25
19:47
مواد ارشيفيه
  • سيناء 2018 العملية الشامله
  • مصر تحارب الاهارب
  • اغاني وطنية
  • 40 سنة على نصر أكتوبر
برامجنا
  • نجم اليوم
  • رياضة Online
  • ابطال التحدى
  • اهداف الاسبوع مع الثعلب
  • صباح الرياضة
  • النشرة الرياضية
  • فلاش (النشرة الفنية)
  • نهارك سعيد
  • لايف كلينك
  • ليالى لايف
  • صفحة جديدة
  • ستديو دراما
  • من كل بلد اكلة
  • الكره الافريقيه
  • ازاى ناكل صح
  • شركاء فى الكون
  • بالقانون
  • الشاعر
  • مطبخ لايف
  • وجها لوجه
  • حفل افتتاح قناة السويس الجديدة
  • برومو حفل نايل دراما لتكريم المع نجوم الدراما العربية
  • الفريق أول صدقي صبحي ينيب وفدا من كبار القادة لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة المجيد
  • القوات المسلحة تهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى السادسة والستين لثورة يوليو
  • مناقشه الإعتماد الدولي للمعمل المصري للكشف عن المنشطات بالمركز الطبي العالمي
  • قبول دفعة جديدة بالمعاهد الصحية للقوات المسلحة
  • قبول دفعة جديدة من المتطوعين للإنضمام لصفوف القوات المسلحة
  • القوات المسلحة تهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة حلول العام الهجرى الجديد 1440
  • البحرية المصرية والباكستانية تنفذان تدريب بحرى عابر بنطاق البحر الأبيض المتوسط
  • promo
  • COVID
أخترنا لك
صحف مصرية: ختام التدريب الجوي المصري السوداني "نسور النيل-2"
استطلاع الرأي

أهم ملف نجح الرئيس في مواجهته

جميع الحقوق محفوظة شبكة تلفيزيون النيل © 2014
Powered By: OnlineHorizons.net